
توقيع السويداء كمنطقة منفصلة عن سوريا
شهد التاريخ الحديث أنه عندما تطأ أقدام الدول الأجنبية المناطق الإسلامية، يكون سلاحها الأول هو التقسيم والتفكيك. يمكن أن نذكر على سبيل المثال اتفاقيات سايكس بيكو التي مزقت العالم العربي والعديد من المشاريع التي سعت وراء تفكيك المناطق في العراق والسودان وفلسطين والدول الأخرى.
يدور الحديث اليوم عن “توقيع السويداء كمنطقة منفصلة عن سوريا” تزامناً مع صعود أحمد الشرع كرئيس في سوريا. وإذا كان هذا الخبر صحيحا، فليس حدثا سياسيا فحسب، بل هو استمرار لسياسة تشتيت الهوية الإسلامية وتفكيك أرض المسلمين وهي سياسة تهدف إلى إضعاف قوة المجتمعات وتمهيد الطريق أمام السلطة الأجنبية.
لقد أظهرت التجارب في القرن الماضي أنه حيثما استسلمت الحكومات أو الجماعات الجهادية والثورية التي تدعي أنها إسلامية للضغوط الخارجية، فإنها لم تجلب الأمن ولا الازدهار بل إنها مهدت الطريق لمزيد من نفوذ القوى الأجنبية وجلبت الصراعات الجديدة. ومن الأمثلة الواضحة على هذه الحالة في السنوات الأخيرة ازدواجية بعض الجماعات المسلحة في أرض الشام وصمتهم، مثلما فعل أبو محمد الجولاني الذي لم يتخذ موقفاً حاسماً أمام المشاريع الأجنبية التي تريد تفكيك المناطق الإسلامية.
فإن أي اتفاق أو ترحيب بتكفيك المناطق السورية، سواء كانت في السويداء أو في أي مكان آخر، إذا كان الحديث الجاري عنه صحيحاً، هو استمرار للأحداث الخطيرة التي أظهر التاريخ نتائجها أي التفكك والضعف والحرب الأهلية وإفساح المجال أمام الأعداء.
أمامنا لحظة تاريخية للاختبار. يجب أن تعلم الشعب السوري والجماعات والحكومة السورية أن مستقبل المنطقة يبنى بمقاومة هذه المخططات الانفصالية وليس بالترحيب بها.
الكاتب: أبو سعد الحمصي