
عبر نجدها في ردود اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن وجماعة الجولاني على جرائم الصهاينة
على الرغم من أن المسلمين الذين يعيشون خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة يمكن لهم أن يستهدفوا الصهاينة ومصالحهم والولايات المتحدة وجميع داعميهم على المستوى الفردي في إطار الذئاب المنفردة، إلا أن الجماعات الجهادية خاصة الدول التي تزعم أنها مسلمة، تقدر على دعم أهل غزة أكثر من أي جهة أخرى.
لا يمكن لنا اليوم أن نعلق آمالنا على الطواغيت الذين يحكمون الأردن ومصر والدول العربية الأخرى التي يحكمها صهاينة العرب. خانت عصابة الجولاني في سوريا التي تجاور غزة خيانة كبيرة تفوق مستوى الخيانة التي مارسها دول أخرى لأنها خذلت مجاهدي غزة وسمحت لإسرائيل باحتلال مناطق في سوريا.
يشهد العالم الهجمات المتواصلة التي ينفذها اتحاد الشافعية والزدية في اليمن باستخدام طائرات بدون طيار تقطع آلاف كيلومترات لتصل إلى إيلات وغيرها من الأراضي المحتلة، بينما صمت هؤلاء الخونة في سوريا وغيرها أمام جرائم الصهاينة. يعرف اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن في وسائل الإعلام باسم أنصار الله وهو اتحاد لمعظم القوى الثورية الشافعية وأقلية من الزيدية الذين ينتمون إلى جبهة تسمى بجبهة المقاومة ضد الولايات المتحدة والصهاينة وحلفائهم في العالم والمنطقة ويتمتعون بنفوذ سياسي وعسكري كبير في المنطقة. فقد أيد هذا الاتحاد الجهاد في غزة منذ البداية.
شكل اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن منذ عام 2014 تهديدا للولايات المتحدة والصهاينة وعملائهم واستخدمت أسلحة مختلفة ضدهم خاصة الطائرات المسيرة. استطاعت القدرات العسكرية لاتحاد الشافعية والزيدية في اليمن، خاصة في مجال التقنيات المتقدمة مثل الطائرات المسيرة، أن تلعب دورا رئيسيا في المساس بمصالح الولايات المتحدة والصهاينة وحلفائهم وعملائهم في المنطقة.
يظهر الهجوم الأخير الذي نفذه اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن على إيلات، إحدى المدن السياحية الرئيسية للكيان الصهيوني مستوى العمليات العسكرية ينفذها اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن وقدرتهما على استهداف المناطق النائية. أسفر هذا الهجوم عن الأضرار بالأهداف العسكرية و ترك آثاراً اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى. لا يمكن غض الطرف عن نتائج هذا الحدث على الأمن العام للصهاينة. نظراً إلى تهديد منطقة حساسة مثل إيلات.
على الرغم من أن هجمات اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن التي استهدفت الأراضي المحتلة قد أثارت ردود فعل قوية من الولايات المتحدة وبريطانيا والصهاينة وحلفائهم الآخرين وأدت غلى زيادة الغارات الجوية على مواقع اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن وتكثيف الإجراءات الأمنية على الحدود الجنوبية للأراضي المحتلة، إلا أن العملاء في السعودية والإمارات العربية المتحدة خاضوا الحرب مع اتحاد الشافعية والزيدية في اليمن بحيث هذا الاتحاد ثمنا باهظاً في الأموال والأرواح لتمسكه بمنهج الجهاد ومحاربة المحتلين ودعم أهل غزة.
ألا يمكن لنا أن نسأل الذين سموا أنفسهم بالمجاهدين في سوريا لماذا تحولوا إلى عملاء يخدمون الولايات المتحدة والصهاينة ولكن يجب على اتحاد الشافعية والزيدية أن يدعم أهلنا في غزة وأن يكون جزءا من الجهاد ضد الولايات المتحدة والصهاينة وحلفائهم ويدفع ثمن ذلك؟ أين كرامة السوريين وقوتهم بعد سنوات من الدماء والتضحية؟
هل يليق بالجولاني أن يرفع العقوبات عن المجرمين التابعين للأسد والعملاء الأمنيين تتمكن عائلة الأسد والشبيحة القدامى والجدد من السفر بشكل مريح ونقل أموالهم المسروقة والتجول بين الناس؟
هل هذا هو الجهاد الذي هتفتم به؟ الجهاد الذي ينتج عنه تعزيز موقف الديكتاتورية التي تسفك الدماء وتقمع الشعب المظلوم وتتخلى عن الجهاد؟
يفاوض الجولاني اليوم أعداءه ويلعب بقانون قيصر ويبتز الأمريكيين ويتوسل إلى مصافحة الرئيس الأمريكي ترامب خوفاً من إسرائيل. هل هذا معنى الكرامة؟!
عندما تخلو ثلاثة أرباع من قاعة الأمم المتحدة ويرفض أردوغان وأمير قطر الاستماع إلى خطابه، فأين الإنجاز التاريخي الذي وعدتم به؟ إذن لم يبق شيء إلا الذلّ والمتاجرة بدماء الشهداء وخداع الشعب.
يا من يسمي نفسه مجاهداً في سوريا، فاعلم أن الجهاد لا يضاهي الخيانة وبيع حقوق الناس وتقبيل يد ترامب والخوف من إسرائيل. هذا الطريق ينتهي إلى الذلّ.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)