
إسرائيل تسعى إلى إغراق العالم في الفوضى (2)
تهدد إسرائيل عدة الدول في المنطقة وتدمر نسيج الشرق الأوسط الهش وتحظى بدعم الولايات المتحدة المتواصل حيث ردّت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب على العدوان الإسرائيلي بغضب قليل، بينما تساهم الولايات المتحدة في الأعمال العدوانية التي تمارسها إسرائيل.
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض لموقع أكسيوس: إن نتنياهو يتصرف كمن فقد عقله ويقصف كل شيء. يقوض هذا الأمر بشكل ما خطط له ترامب. جاء هذا التصريح خلف الكواليس ردا على الغزو الإسرائيلي لسوريا لحماية الأقلية الدرزية ولكنه يشمل المنطقة بأكملها.
أدرك بعض السياسيين في الولايات المتحدة أخيراً أنه لن يشهد الشرق الاستقرار دون وجود الحكومات المؤهلة ولكن إسرائيل انتهك هذا التفاهم لكي تستمر الصراعات وتتواصل عملية التطهير العرقي ونزوح السكان والكوارث الإنسانية وزعزعة استقرار المنطقة ويجب في الوقت نفسه الاعتراف بأن الولايات المتحدة هي التي مهدت الطريق أمام إسرائيل.
انسحب الرئيس الأمريكي ترامب من الاتفاق النووي الإيراني خلال ولايته الأولى، ما مهد الطريق للمعارضين لإسقاط الحكومة. ومن جانب آخر سمح الرئيس الأمريكي السابق بايدن لإسرائيل بتكثيف جهودها لتدمير غزة وضم الضفة الغربية إلى المناطق المحتلة، ما استمر في فترة رئاسة ترامب الجديدة. لعب ترامب في فترة ولايته الثانية دوراً مباشراً في حروب إسرائيل على إيران واليمن ودعم العدوان الإسرائيلي على سوريا ولبنان الذي يهدد سيادة هذين البلدين.
لقد أشارت إسرائيل بوضوح إلى هدفها الاستراتيجي وأظهرت استعدادها لضرب الدول المجاورة وإضعافها لأنها تهدد إسرائيل. شكلت هذه الاستراتيجية مشكلة كبيرة في المنطقة وفي العالم باعتبارها خطرا أكبر بكثير مما يبدو.
يمكن للشرق الأوسط الذي يعيش في حالة حرب وزعزعة أن يثير الفوضى التي تبتلع العالم بأسره. ترمى استراتيجية إسرائيل برمتها إلى إثارة الفوضى.
يرى الخبراء أن الأهداف الكبرى لإسرائيل التي تسعى إلى تحقيقها في هذه المرحلة سوف تدفع الصهاينة إلى شن هجمات أكثر بحيث تجر هذه الأزمة الشرق الأوسط إلى هاوية الحرب وتقود النظام العالمي إلى طريق مسدود.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)