
حرب جديدة تفرضها الولايات المتحدة تلقي بظلالها: إيران أم أفغانستان؟ (4)
التوقعات العسكرية: سيناريوهات لهجوم محتمل أمريكي إسرائيلي على إيران و تشتيت انتباه أفغانستان
هناك سيناريوهات تعتمد على الأهداف التالية إن خاضت الولايات المتحدة وإسرائيل الحرب مع إيران: المنشآت النووية أو قواعد إطلاق الصواريخ أو النظام نفسه. تعلمت إسرائيل من الدروس السابقة في يونيو وهي قد تركز على الضربات الجوية باستخدام الطائرات الحربية من طراز F-35 ويدعمها الأمريكيون بقاذفات B-2 وإطلاق صواريخ كروز من السفن التي انتشرت في الخليج والهجمات الإلكترونية.
قد يضيع سيناريو أفغانستان الموارد أي يمكن توجيه بعض القوات (المقاتلات القطرية) للهجوم على باغرام، ما يقلل من كثافة العمليات التي تستهدف إيران.
سيناريو قصير يستغرق أسبوعاً او أسبوعين مثل حرب يونيو: توجيه ضربات ناجحة على 5-10 أهداف، مثلما جرى في فوردو ونطنز. تردّ إيران بـ 100 إلى 200 صاروخ باليستي يستهدف إسرائيل والقواعد الأمريكية في العراق وقطر.
تتحكم إسرائيل والولايات المتحدة بسلاح الجو. هم يزعمون أن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم تعترض 90٪ من الصواريخ والطائرات بدون طيار. يصعب تحديد الفعالية الحقيقية لهذه الأنظمة، لأن جميع المعلومات عن الهجمات الصاروخية الإيرانية سرية. ولكننا إذا حكمنا من خلال مقاطع الفيديو الذي لسقوط الصواريخ على إسرائيل، يبدو أن مزاعم تل أبيب وواشنطن مبالغ فيها بشكل واضح.
يمكن لإيران إغلاق مضيق هرمز رداً على الهجوم وبحيث يرتفع أسعار النفط إلى 150 دولاراً لبرميل واحد ويمكن أن تصل الأضرار الاقتصادية العالمية إلى تريليون دولار فأكثر.
يمكن لهجوم متزامن في أفغانستان أن يزيد من الفوضى اللوجستية إذ تمنع طالبان الاتصالات وتعقد نقل المعلومات.
سيناريو طويل الأمد يستغرق بضعة أشهر:
يغلق اتحاد الشافعية والزيدية الذي يحكم في صنعاء قناة السوي، ويغلق حزب الله شمال إسرائيل إذا حشدت إيران قواتها المتحالفة معها.
تخترق الصواريخ الإيرانية التي قد يصب عددها 10 إلى 20 صاروخاً بشكل يومي القبة الحديدية، ما يتسبب في فوضى عارمة في تل أبيب. تنشر الولايات المتحدة ما يصل إلى 100,000 جندي دون أن تنفذ هذه القوات هجوماً برياً يكلفها ثمنا باهظاً كما حدث خلال الحرب في العراق.
تتمكن إيران من مواصلة الحرب بسهولة ما يصل إلى شهرين إلى ثلاثة أشهر بفضل عمقها الاستراتيجي بالإضافة إلى قواتها الإقليمية المتحالفة وحرب العصابات ولكنها سوف تخسر 20 إلى 30 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي.
سيعني هذا الأمر للولايات المتحدة وإسرائيل أن الضحايا يتراوحون بين 5000 إلى 10000 ضحية وترتفع نسبة التضخم إلى 10٪. سيكون السيناريو الأسوأ هو تصعيد التوترات النووية إذا تسارع البرنامج النووي الإيراني الذي تشير التقديرات عنه إلى أن طهران يمكن أن يكون لديها قنبلة أو قنبلتين بحلول نهاية عام 2025.
سوف تزيد الساحة الأفغانية من التوترات. يتطلب الاستيلاء على باغرام قوة لا تقل عن 10 آلاف إلى 20 ألف جندي.
يجب أن نقول باختصار إن الولايات المتحدة وإسرائيل تنتصران تكتيكيا ولكنهما يهزمان استراتيجياً بسبب عدم التناسق على الرغم من أن إيران تفوز بالتأكيد في هذه الحرب ولكنها لا تحتاج إلى نصر مجلجل بل يكفي ثمن الدم.
يجعل سيناريو أفغانستان الصراع أكثر صعوبة للتنبؤ ويتحدى الموارد الأمريكية.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)