
غزة هي الأم الثكلى
تحمل غزة تاريخاً حافلاً بالألم والمعاناة، إلى جانب جمالها وثقافتها. فهي أرض كانت تلفت أنظار العالم. ترمز هذه الأرض إلى المقاومة وصمود شعبها ولكنها اليوم تسجل إلى جانب آلامها، صورة للأمهات الثكالى اللواتي فقدن أطفالهن. فقدت الأمهات في غزة أطفالهن وشهدن تدمير حياتهن ومستقبلهن في خضم الحرب والصراعات. ترمز هؤلاء الأمهات إلى التعاطف والصبر وتحولن إلى أبطال في مواجهة الشدائد وحاولن تضميد جراح أطفالهن التي خلفتها الحرب على الأروح والأجساد، بينما مازلن يرثن موت فلذات أكبادهن.
لا يعاني أهل غزة من الألم الجسدي فحسب، بل إنهم يعانون من الآلام الروحية والنفسية. تعاني الأمهات في غزة من أزمات نفسية ناجمة عن الحرب والعنف حيث إنهن ق يعملن كممرضات لأطفالهن المصابين بصدمات نفسية بينما تواجه هؤلاء الأمهات أنفسهن من أزمات روحية وجسدية كثيرة.
تحمل كلمة الأم في ثقافة أهل غزة معنى عميقاً ومعقداً. فليست الأم داعمة وراعية، بل هي ترمز إلى الأمل. تشكل هؤلاء الأمهات بقوتهن ومثابرتهن جزءاً من هوية المقاومة وثقافتها. فإنهن تحولن إلى نصب تذكارية تحتذي الأجيال القادمة بهن للدفاع عن حقوقها وحرياتها.
يمكن للعالم أن يحيي الأمل في قلوب هؤلاء الأمهات بدعمه واهتمامه بالأزمة الإنسانية في غزة في هذه الأوقات العصيبة لأنهن ما زلن يعشن ويأملن أن يكبر أطفالهن في بيئة آمنة وسلمية.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)