من شعار تحكيم الشريعة إلى مسرحية الانتخابات، الجولاني تسقط في هاوية الديمقراطية
كتب مجاهد:
كنت أقاتل يوماً إلى جانب الجولاني ضد نظام بشار. قال الجولاني في تلك الأيام إننا نفرض الفكر الغربي. إذا وصلنا إلى السلطة نتبع الإسلا وقال هو وأصدقاؤه والمفتون إن الديمقراطية كفر ونتاج للغرب. فلا علاقة لها بالإسلام. يجب أن نفرض الانتخابات والديمقراطية. إن الله وحده له الحق في الحكم وليس لأحد آخر. أنا رحبت بكلمات الجولاني وأصدقائه في تلك الأيام وصدقتها. كنت آمل أن أرى يوما ما إقامة الحكومة الإسلامية في سوريا التي لا يوجد فيها أي أثر للغرب.
أما اليوم فالرجل الذي اعتبر صندوق الاقتراع “رمزاً للطاغوت يجري الانتخابات ويلبس البدلة الأجنبية ويبتسم ابتسامات دبلوماسية، كأنه لم يعتبرها حراماَ وبدعة وكفراُ في يوم من الأيام. يستغرب أن هذه الانتخابات التي أجراها الجولاني لا تفوح منها رائحة العدل ولا تحمل أي علامة على الشريعة ولا ترضي الغربيين التي أراد الجولاني التعامل معهم.
إذن لا نرضى بما فعله الجولاني والعلماء والمفتين الذين قالوا إن الشريعة ترفض الانتخابات التي كتب الغربيون والمحللون العلمانيون في وسائل إعلامهم عنها: “هذه ليست انتخابات، بل تنصيب” أي أنها استعراض سياسي لخداع الشعب وتوطيد سلطة الجولاني الذي رأيته في العام الماضي مختلفاً عن الذي عرفته خلال سنوات الجهاد. إنه شخص آخر يختلف اختلافاً جوهرياً عن السابق. كان الجولاني يتحدث عن تحكيم الشريعة والشك في نوايا الغرب ولكنه يحل محل الله اليوم ويتحدث عن الثقة في ترامب والغرب. لا تدلّ تصرفاته على البراعة السياسية ولا التطور الفكري، بل إنها مجرد سقوط في الكفر يجري بغطاء الانتخابات.
الکاتب: مروان حديد





