هل تفقد إسرائيل سلطتها؟
يمتلئ الإعلام الصهيوني بالتنبؤات الرهيبة بحيث يخشى المعلقون والخبراء والقادة الصهاينة من ضياع سلطة إسرائيل. تأتي هذه التوقعات من الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة على حليفها الضاري. تفاقمت الظروف السائدة بعد أن طرأت أزمة جديدة على ما يسمى باتفاق السلام الذي تم توقيعه لإنقاذ إسرائيل وفشلها في التغلب على حماس في غزة. أقر ما يسمى ببرلمان الصهاينة قانوناً لضم الضفة الغربية.
أدانت واشنطن بنبرة شديد اللهجة هذه الخطوة إذ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه لن يسمح بذلك، لأنه وعد الدول العربية بأنه لا يسمح بضم الضفة الغربية.
هذا ووصف نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس الذي سافر إلى إسرائيل في يوم التصويت، تصرفات البرلمان الصهيوني بأنها إهانة شخصية وندد وزير الخارجية الأمريكي روبيو وهو صهيوني إنجيلي متشدد تصرفات تل أبيب.
منع رئيس الوزراء الإسرئيلي نتنياهو أعضاء حزبه من المشاركة في التصويت امتثالاً لأوامر ترامب ولكن أحد أعضاء الليكود صوت لصالح تمرير القانون.
رفض نتنياهو التصويت وأشاد به ترامب بعد أن هدد الرئيس الأمريكي بقطع الدعم الأمريكي إذا ضمت إسرائيل الضفة الغربية.تنشئ الولايات المتحدة مقراً لقاعدة دولية في إسرائيل وهو ما يعتبره الخبراء علامة على أن إسرائيل تتحول إلى  دولة تعتمد على الجهات الفاعلة الأجنبية.
لا يخفى على أحد أن دولة إسرائيل العلمانية تتمتع بدعم ستالين منذ ظهورها على خارطة العالم ثم تتمتع بدعم الولايات المتحدة الأمريكية. ما يلفت النظر أننا نلاحظ أن جوزيف سعى لتشكيل دولة كبيرة وموحدة إلى جانب الصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحاول في الوقت نفسه قمع يهود الاتحاد السوفيتي.
هنا ندرك النقطة الفارقة بين الحكم العلماني للصهاينة واليهود الذين يتبعون التوراة ويعارضون الصهاينة.
تمكنت المافيا الصهيونية من اختراق هياكل السلطة الأمريكية بحيث إن العديد من الخبراء ذكروا بثقة أن تل أبيب تحكم واشنطن بشكل فعال. ولكن يبدو اليوم أن الأمور تتغير وكان أكبر كابوس لإسرائيل منذ سنوات احتمال تدويل الصراع بين إسرائيل وفلسطين.لقد تحقق هذا الكابوس اليوم وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الصهيونية إذ انتشرت قوات من كندا وألمانيا وبريطانيا وأستراليا وإسبانيا والأردن والدنمارك والإمارات العربية المتحدة في هذه القاعدة الدولية إضافة إلى القوات الأمريكية. 
اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى إصدار بيان خاص يعلن فيه أن إسرائيل دولة مستقلة وأن تل أبيب تحدد الدول التي يمكن لها الانضمام إلى قوة الأمن الدولية المزمع إنشاؤها في غزة.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تعارض بشدة الوجود التركي في غزة، بينما تكون تركيا هي الضامن لاتفاق غزة وكانت أنقرة هي التي أقنعت حماس إلى جانب الذين يحكمون مصر وقطر بتقديم تنازلات.
 يكتب الخبراء أن إسرائيل تعرف أن الرئيس الأمريكي ترامب الذي اعترف بأن نفوذ أنقرة جعل اتفاق السلام أمراً ممكناً على الرغم من كل الخطاب السلبي.
عارضت إسرائيل فيما سبق بشدة أي مشاركة تركية في المفاوضات والاتفاق ولكنها اضطرت إلى الموافقة تحت ضغط ترامب.
لا أحد يعرف كيف تسير الأمور ويمكن أن يحدث أي شيء. يقول البعض إن إسرائيل هي الولاية الحادية والخمسين للولايات المتحدة.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)





