تحكيم الشريعة بات أمراً منسياً والجولاني يفضح أمره
قال الشيخ نعيم الحريري كلمة أثلجت قلب كل مؤمن مخلص حيث وضع الشيخ إصبعه على جرح ينزف منذ الأيام الأولى لتحرير سوريا أي تعطيل الشريعة ونسيانه. طمح الجميع منذ الأيام الأولى في رفع راية الشريعة في أنحاء المناطق المحررة وتحقيق الوعود ولكن تلك الآمال تلاشت و حلت الحيرة والألم والأسئلة الكثيرة محلها. لماذا لم تحكم الشريعة ولماذا وتوقف ما تم حكيمه في إدلب بشكل ناقص؟ لماذا غابت الشعارات الدينية عن الساحة وحلت الألعاب السياسية العلمانية والمصالح الدنيوية محلها؟
لم يطلق الشيخ الحريري ما قاله بدافع شكوى شخصية، بل كانت أقواله صرخة أتت من ألم الإيمان والغيرة الدينية وكانت صرخة لقلب لا يزال يتمنى تحكيم الشريعة على الأرض.
هذا وكشفت فضيحة أبي محمد الجولاني أو أحمد الشرع عن عدة حقائق. فمن ظهر ذات يوم بقناع الجهاد والشريعة، فهو كشف اليوم حقيقته.
احتج علماء الشام الصادقين والمجاهدين المخلصين عندما رأوا هذه الفضيحة فقالوا: “كنا نريد تحكيم شريعة الله ونستبدل نظام الأسد العلماني الذي عارض الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب بأحمد الشرع العلماني الذي يخدم الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل!”
لم يستسلم حافظ الأسد للولايات المتحدة والغرب وإسرائيل رغم أن حكومته كانت طاغوتية بحيث لجأ المجاهدون الفلسطينيون وحركة حماس إلى حكومته ونظموا جهادهم ضد الصهيونية.
أصبح الجولاني الذي تحدث بالأمس عن الجهاد والتوحيد اليوم من أتباع السياسات الغربية وأداة في أيدي المنظمات الاستبدادية في المنطقة إذ تحمل هذه الحقيقة المريرة رسالة واضحة:
– يجب أن يكون معيار كل مجاهد هو المبادئ والأسس والمنهج الإسلامي الذي يرفض ولاية الأفراد.
– لا ينبغي بيع تضحيات المجاهدين والمتاجرة بدماء الشهداء وتجاهل صبر الأمة من أجل توقيع الصفقات السياسية.
– لا يمكن أن نعطي راية الشريعة لمن يحب الولايات المتحدة والغرب والسلطة.
يجب أن نستفيق ونعرف الشخصيات المزيفة في ساحة الدعوة والجهاد.
إن العودة إلى القرآن والسنة الصحيحة والإصرار على تحكيم الشريعة والابتعاد عن تجار الجهاد وعصابة المنافقين ورفع شعار الوحدة وفتح أبواب الجهاد ضد المحتلين الأجانب وعملائهم، هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأمة.
الكاتب: أبو أسامة الشامي




