ما هو موقف أهل الدعوة في سوريا من تحالف الجولاني مع الولايات المتحدة وحلفائها الذين يحاربون المسلمين؟
لن أخاطب هنا الذين اجتمعوا يوما حول الجولاني واعتادوا على تكفير الذين يعهارضون عصابة الجولاني بسبب القضايا الصغيرة الخلافية دون مراعاة قواعد التكفير أو قاموا بإصدار حكم التبديع والتفسيق أو وصفوا المعارضين بالخوارج أو عاملوهم معاملة أسواء من معاملة الكفار، بل إنني أخطاب الذين لا يزال الإيمان والغيرة الإسلامية يعيش في قلوبهم.
فانظروا أنه لا يختلف الطاغوت الجديد الذي يحكم سوريا اليوم عن بن سلمان وبن زايد والملك عبد الله والسيسي وأردوغان وغيرهم من الطاغوت الذين أصدر الجولاني حكم تكفيرهم؟ وانظروا إلى أن الجولاني هو أداة تتلاعب بها الولايات المتحدة والغرب. خضع الجولاني للدول الاستعمارية من أجل الحفاظ على سلطته وتجاهل مصالح الأمة وخدم مصالح الغرب وتحالف بشكل رسمي مع الكفار بذريعة محاربة الإرهاب وحارب المسلمين الذين يعارضون الولايات المتحدة والغرب.
أود أن أذكركم بكلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله قبل أن أتابع خطابي، لتوضيح ما نعنيه بالوقوف ضد التحالف بين الولايات المتحدة وبين من يزعمون الإسلام وتحالفوا مع الكفر والردة: وَكَانَ يَقُولُ لِلنَّاسِ: إِذَا رَأَيْتُمُونِي مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ وَعَلَى رَأْسِي مُصْحَفٌ فَاقْتُلُونِي، فَتَشَجَّعَ النَّاسُ فِي قِتَالِ التَّتَارِ، وَقَوِيَتْ قُلُوبُهُمْ وَنِيَّاتُهُمْ، وَلِلَّهِ الحمد. (البداية والنهاية، ج۱۴، ص۳۵۳)
ماذا يعني هذا الكلام؟ ” إِذَا رَأَيْتُمُونِي مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ — أي مع التتار — وَعَلَى رَأْسِي مُصْحَفٌ فَاقْتُلُونِي “.
يعني هذا القول أنه إن اصطف شخص باسم الدين مع أعداء الأمة خاصة الكفار المحتلين الأجانب مثل الولايات المتحدة والنيتو والصهاينة ورفع علامات الدين الخارجية مثل القرآن، فلا ينبغي الوثوق به ويجب أن تقدر الأمة على التمييز بين الحق والباطل.
لم يحترم الجولاني الشريعة مثل بن سلمان بن زايد. فهؤلاء تحالفوا مع الولايات المتحدة والغرب وفرضوا الحكم الطاغوتي على أراضينا بدل أن يدافعوا عن الأمة. لا يدافع الجولاني عن الإسلام ولا يحمي حقوق الناس، بل هو خائن يستغل الدين للسلطة والخداع.
الكاتب: أبو سعد الحمصي





