يا أمة الإسلام ؛ سلسلة توجيهات منهجية للشيخ أسامة بن لادن تقبله الله (3-3)
فعندما تكون الأولوية الأولى بتحكيم لا إله إلا الله فلا يصح بحال الاشتغال بالطاعات الأخرى على حساب إقامة الدولة الإسلامية, وتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى.
ومن الأشياء المهمة في هذا؛ أن العلماء الذين تبرزهم الدولة للناس هم يعلمون علم يقين أن “لا إله إلا الله” لا تحكم الناس اليوم, وأن الحكومات قد نقضوا هذه الكلمة العظيمة, ومع ذلك يدلسون على أنفسهم, ويخادعون أنفسهم, ويخادعون الناس بذكر العبادات والفتاوى للناس في مسائل مع غياب الأصل العظيم, فهم كالذي يبني على غير أساس.
فهؤلاء الذين يفتون؛ يعلمون أن هؤلاء الناس يذهبون يتحاكمون إلى المحاكم التجارية, وإلى هيئات فض المنازعات التجارية, وفض مشاكل الأطراف التجارية, وهذا حكم بغير ما أنزل الله, وهو كفرٌ أكبرٌ مخرج من الملة كما لا يخفى على أهل العلم [42]، ومع ذلك لا يتحدثون عن ذلك.
الربا؛ هذه البنوك لا يمكن لعالم صادق أن يقول إن الربا هذا هو مجرد كبيرة من الكبائر، فهذا الربا الذي يوجد في بلادنا هو تشريع من دون الله {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [سورة الشورى : 21]، ومع ذلك يحدثون الناس عن أمور أخرى – هي من شعب الإيمان ولاشك – ولكن بعيداً عن أصل القضية, فهذه القضية الكبرى التي من أجلها بُعث الرسل, ومن أجلها أنزلت الكتب لكي تحكم بين الناس, فينبغي الانتباه الشديد إلى ذلك.
ومن المسائل المهمة أيضاً هنا؛ أن يبتعد الشباب عن أولئك الذين قد ضيّعوا الأمانة وخانوا الأمة فيما اؤتمنوا عليه, وقد جاء في الحديث عن حذيفة رضي الله عنهم قال: (حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا؛ أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها، قال؛ ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض، فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا، وليس فيه شيء) [متفق عليه].
وهذا حال كثير من الناس تظنه على شيء, تظن أن عنده أمانة وسيفتيك بما يرضي الله, ولكن ليس فيه شيء، كجمر دحرجته على رجلك – وفي تكملة الحديث، كما يقول رضي الله عنه نقلا عن رسولنا صلى الله عليه وسلم – : ((ويصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال؛ إن في بني فلان رجلا أمينا! ويقال للرجل؛ ما أعقله! وما أظرفه! وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان)).
فينبغي التمييز بين أهل الأمانة الذين يؤدّون ما احتملوا من ميراث النبوة على نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، وبين الذين أخذوا الشهادات العلميّة وأخذوا الدين للوظائف يأكلون به من هذه الدنيا على حساب دينهم – ولا حول ولا قوة إلا بالله –
فخلاصة الأمر في هذا الباب؛أن هناك ثوابت عظام لابد من الانتباه إليها في مسألة الولاء والبراء؛ أن الأنظمة تسعى جهدها في تمييع الولاء والبراء ولمغالطة الناس في ذلك.
فمن الثوابت؛ أن اليهود والنصارى لن يرضوا عنا كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فقال: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [سورة البقرة : 120].
ومن الثوابت الواقعية أيضاً؛ أن البلاد محتلة, وإذا احتلت فأوجب الواجبات – بعد الإيمان – دفع العدو الصائل, فهذه تصريحاتهم المتكررة, وهذا الواقع الذي يشهد على حالهم, فقد قال الأمير طلال بن عبد العزيز في لقاء له مع بعض الهيئات العالمية قال: (نحن لو قلنا للقوات الأمريكية أن أخرجي من بلادنا، هم لا يخرجون), وهذه صراحة واضحة جداً.
وكذلك وزير خارجية قطر قال: (نحن لو قلنا للحكومة الأمريكية وللقوات الأمريكية اخرجي من قطر، قال: نحن نشطب من الخريطة), فالبلاد محتلة بكل ما تعني الكلمة من معنى، ومازال الناس يشتغلون بعبادات ونوافل وطاعات بعيدة عن فرض الساعة!
فينبغي التركيز على:
1) أن المخرج هو بالجهاد في سبيل الله.
2) والحذر من القاعدين.
3) وعلى أن الهجرة والجهاد في سبيل الله كلاهما متلازم – في مثل هذه الأوضاع – لإقامة الحق وإبطال الباطل.
والله أعلم [43]
——————————————————————————–
[1] قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها)) [رواه مسلم].
[2] قال ابن إسحاق: (… سمعت ربيعة بن عباد ، يحدثه أبي، قال؛ إني لغلام شاب مع أبي بمنى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقف على منازل القبائل من العرب، فيقول؛ “يا بني فلان! إني رسول الله إليكم، يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي وتصدقوا بي وتمنعوني، حتى أُبين عن الله ما بعثني به”، قال؛ وخلفه رجل أحول وضيء، له غديرتان، عليه حلة عدنية، فإذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله وما دعا إليه، قال ذلك الرجل: “يا بني فلان! إن هذا إنما يدعوكم أن تسلخوا اللات والعزى من أعناقكم، وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقيش، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة، فلا تطيعوه ولا تسمعوا منه!”، فقلت لأبي: “يا أبت! من هذا الذي يتبعه ويرد عليه؟ ما يقول؟”، قال؛ “هذا عمه عبد العزى بن عبدالمطلب، أبو لهب”) [سيرة ابن هشام: 2/48-49].
[3] قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: (ومعنى شهادة “أن محمد رسول الله”؛ طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، وإجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع) [الأصول الثلاثة].
وقال الحكمي: (هو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمداً عبده ورسوله إلى كافة الناس إنسهم وجنهم {شاهداً ومبشراً ونذيرا وداعيا إلى الله وسراجا منيرا} [؟]، فيجب تصديقه في جميع ما أخبر من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي، وفيما أحل من حلال وحرم من حرام، والامتثال والانقياد لما أمر به، والكف والانتهاء عما نهى عنه، واتباع شريعته وإلترام سنته في السر والجهر، مع الرضا بما قضاه والتسليم له، وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته هي معصية الله…) [أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة: ص21].
[4] اخطأت بعض الأحزاب في مفهوم “النصرة” فضخمتها واعطتها اكبر من الحجم الذي تستحقه، وفي كتابه “الطريق إلى استئناف حياة إسلامية وقيام خلافة راشدة”، كتب الشيخ عبد المنعم مصطفى حليمة: (قولهم؛ “لا طريق إلى الخلافة إلا عن طريق طلب النصرة، تأسياً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يطلب النصرة لدينه ونفسه من قبائل وشيوخ العرب”، نجمل الرد على هذه الشبهة في النقاط التالية:
أولاً؛ إن قالوا طريق طلب النصرة مشروع، يجوز للحركة الإسلامية أن تسلكه إن تمكنت من ذلك، ووجدت لذلك سبيلاً، فهذا قول صحيح لا غبار عليه ولا خلاف، لكن أيضاً هذا الخيار لا يبرر للأمة القعود عن الإعداد والجهاد في سبيل الله، ولا يمنعها من ذلك؛ فطريق الإعداد والجهاد، وطلب النصرة، من ذوي الشوكة، كل ذلك يسير جنباً إلى جنب، ولا يجوز أن يكون السير بأحدهما ذريعة للتنكب أو التخلف عن الآخر.
ثانياً؛ أما إن قيل طريق طلب النصرة… هو شرط لصحة قيام الخلافة! أي لا يجوز للأمة أن تسلك طريقاً آخر لنصرة هذا الدين وإعلاء كلمته غير طريق طلب النصرة! نقول؛ هذا قول باطل لم يدل عليه نص شرعي صحيح تصريحاً ولا تلميحاً، ما أنزل الله به من سلطان، ولم يقل به عالم معتبر من السلف ولا من الخلف، والذي يزعم غير ذلك فليخرج لنا دليله وبرهانه، {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ{ [البقرة:111] فلو كان طلب النصرة شرطاً لصحة قيام الخلافة… لجاء ولو نص واحد من الكتاب أو السنة ينص على ذلك، ولذكره أهل العلم ولو لمرة واحدة في كتب الفقه والعلم، ولما انتفى كل ذلك علمنا بالضرورة أنه شرط باطل لا يجوز القول به…
تاسعاً؛ مما يقلل من فاعلية طريق النصرة؛ هذا النظام الواسع لأجهزة التجسس والرصد المخابراتية التابعة للأنظمة الدولية والمحلية، مما يجعل من المستحيل أو الصعوبة بمكان للعصبة المؤمنة أن تسلك طريق النصرة على الطريقة الأول، وهي أن تعرض نفسها على الأفراد والجماعات – وبخاصة إن كانت هذه الأفراد أو الجماعات كافرة – وتطلب منهم النصرة من أجل العمل لهذا الدين وقيام خلافة إسلامية، ثم لا تُتخطف من قبل أجهزة المخابرات وتُغيب عن الوجود؟! فإذا كانت النسبة لهذا الدين وإرخاء اللحية والثوب جرم لا يغتفر عند كثير من الأنظمة الطاغية المعاصرة، فكيف إذا عُرف المرء – ولا بد له أن يُعرف إن أراد النصرة بمعناها وأسلوبها الأول – بأنه يسعى بين الناس يطلب منهم النصرة من أجل إقامة دولة وخلافة راشدة؟!…) [وللاستزادة راجع الكتاب].
[5] كان هذا سنة 10 للهجرة [الرحيق المختوم: 115]، قال ابن إسحاق: (وحدثني الزهري أنه – أي النبي صلى الله عليه وسلم – أتى بني عامر بن صعصعة، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم نفسه، فقال رجل منهم؛ “والله، لو أني أخذت هذا الفتى من قريش، لأكلت به العرب”، ثم قال؛ “أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك، ثم أظهرك الله على من خالفك، أيكون لنا الأمر من بعدك؟”، قال؛ “الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء”، فقال له: “أفتُهدف نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا! لا حاجة لنا بأمرك”، فأبوا عليه) [سيرة ابن هشام: 2/49-50].
[6] قال الإمام حمد بن علي بن عتيق: (فأما معاداة الكفار والمشركين؛ فاعلم أن الله سبحانه وتعالى أوجب ذلك وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم! بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده) [سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك].
[7] يقول الاستاذ سيد قطب: (والذين يظنون أنفسهم في “دين الله” لأنهم يقولون بافواههم؛ “نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله”، ويدينون لله فعلا في شؤون الطهارة والشعائر والزواج والطلاق والميراث، بينما هم يدينون فيما وراء هذا الركن الضيق لغير الله؛ ويخضعون لشعائر لم يأذن بها الله – واكثرها مما يخالف مخالفة صريحة شريعة الله – ثم هم يبذلون أرواحهم وأموالهم وأعراضهم وأخلاقهم – أرادوا ام لم يريدوا – ليحققوا ما تطلبه منهم الأصنام الجديدة، فإذا تعارض دين أو خلق أو عرض مع مطالب هذه الأصنام، نبذت أوامر الله فيها ونفذت مطالب الأصنام، الذين يظنون انفسهم “مسلمين” وفي “دين الله” وهذا حالهم، عليهم أن يستفيقوا لما هم فيه من الشرك العظيم! إن دين الله ليس بهذا الهزال الذي يتصوره من يزعمون انفسهم “مسلمين” في مشارق الأرض ومغاربها! إن دين الله منهج شامل لجزئيات الحياة اليومية وتقصيلاتها، والدينونة لله وحده في كل تفصيل وكل جزئية من جزئيات الحياة اليومية وتقصيلاتها – فضلا عن أصولها وكلياتها – هي دين الله، وهي الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه) [تفسير سورة إبراهيم].
[8] قال عبد الرحمن بن حسن: (ولابد في شهادة لا إله إلا الله من سبعة شروط، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها، أحدها؛ العلم المنافي للجهل، الثاني؛ اليقين المنافي للشك، الثالث؛ القبول المنافي للرد، الرابع؛ الانقياد المنافي للترك، الخامس؛ الإخلاص المنافي للشرك، السادس؛ الصدق المنافي للذكب، السابع؛ المحبة المنافية لضدها)، وقال: (فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولها… أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه؛ من البراءة من الشرك وإخلاص القول والعمل – قول القلب واللسان وعمل القلب والجوارح – فغير نافع بالاجماع) [فتح المجيد 46 و49].
[9] الشهيد عبد الله عزام؛ ولد رحمه الله في جنين عام 1360هـ، انهى دراسته الإبتدائية والثانوية في قريته، ثم واصل تعليمه بكلية “خضورية الزراعية”، ونال منها الدبلوم بدرجة “إمتياز”، ثم عمل في سلك التعليم، وواصل طلبه للعلم الشرعي حتى انتسب إلى كلية الشريعة في جامعة دمشق، ونال منها شهادة الليسانس في الشريعة بتقدير “جيد جدا” عام 1386هـ، وبعد سقوط الضفة الغربية عام 1387هـ عاد إلى فلسطين ليؤدي فريضة الإعداد والجهاد فشارك في العديد من المعارك، ثم انتسب إلى الازهر فحصل على شهادة الماجستير في أصول الفقه عام 1389هـ بتقدير “جيد جدا “، وعاد سنة 1390هـ إلى الاردن ليعمل مدرسا في كلية الشريعة بعمان، وبعث من قبل الكلية إلى الأزهر للحصول على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه، حيث حصل عليها سنة 1393هـ، وفي عام 1400هـ صدر قرار الحاكم العسكري الاردني بفصله من عمله في الكلية، فانتقل إلى الجزيرة العربية للتدريس في جامعة “الملك عبد العزيز” بجدة. اعير سنة 1401هـ إلى الجامعة الإسلامية الدولية بإسلام آباد للتدريس حسب طلبه ليكون قريبا من الجهاد الأفغاني، بعد انتهاء مدة الاعارة رفضت جامعة “الملك عبدالعزيز ” تجديد العقد، فقدم الشيخ استقالته وتعاقد مع الرابطة عام 1406هـ. بدأ الشيخ رحمه الله في العمل الجهادي مع المجاهدين الأفغان عام 1402هـ، وقد قام عام 1404هـ بتأسيس “مكتب الخدمات”، ثم قد قدم استقالته من الجامعة الاسلامية بإسلام آباد، وتفرغ للعمل الجهادي وتحريض الامة، وفي 24/ربيع الآخر/1410هـ وبينما كان الشيخ في طريقه إلى مسجد “سبع الليل” في بيشاور لإلقاء خطبة الجمعة مرت سيارته من فوق لغم كان قد زرعته ايدي الكفر العالمي، فقتل شهيدا – نحسبه كذلك والله حسيبه – ظن أعداء الله انهم بقتل الشيخ –رحمه الله – سيخنقون الصوت الذي كان يقض مضاجعهم ومضاجع عملائهم، ولكن هيهات هيهات .. فقد استيقظ المارد وخرج من قمقمه .. ورحم الله سيدا إذ يقول: (إنّ كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع لا حراك فيها جامدة، حتى إذا متنا من أجلها إنتفضت حية و عاشت بين الأحياء)، فها هم شباب الجهاد اليوم ؛ ذلك الشباب الطاهر المتوضئ يذيقون أمري كا وحلفاءها وعملاءها في مشارق الأرض ومغاربها من ذات الكأس التي أذاقت غيرها منه لسنوات طويلة، والقادم أدهى وأمر بإذن الله. رحم الله الشيخ عبد الله عزام وجزاه الله عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
[10] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فأما إذا هجم العدو فلا يبقى للخلاف وجه، فإن دفع ضررهم عن الدين والنفس والحرمة واجب إجماعا) [الفتاوى الكبرى 4/607، للاستزادة راجع كتاب الشيخ عبد الله عزام رحمه الله “الدفاع عن أراضي المسلمين أهم فروض الأعيان”].
[11] قال ابن قدامة: (ويتعين الجهاد في ثلاثة مواضع:
أحدها؛ إذا التقى الزحفان وتقابل الصَّفان حَرُمَ على من حضر الانصراف وتعيَّن عليه المقام لقول الله تعالى {?يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا – إلى قوله – واصبروا إن الله مع الصابرين} [الأنفال: 45-46]، وقوله تعالى {?يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرّفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله?} [الأنفال: 51-61].
الثاني؛ إذا نزل الكفار ببلد تعين على أهله قتالهم ودفعهم.
الثالث؛ إذا استنفر الإمامُ قوماً لزمهم النفير معه، لقول الله تعالى {?يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض… الآية} [ التوبة: 38] والتي بعدها، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “وإذا استنفرتم فانفروا” [متفق عليه]) [المغني: 10/365].
قال العلامة عبد القادر بن عبد العزيز: (ويتضح من هذا أن الجهاد يكاد أن يكون فرض عين على جميع المسلمين الآن، خاصة الموضع الثاني – إذا نزل الكفار ببلد – فمعظم بلدان المسلمين الآن يحكمها ويتسلط عليها الكفار، إما مستعمر أجنبي كافر وإما حكومة محلية كافرة، وإذا تعين الجهاد فإن تركه يكون من الكبائر للوعيد الوارد فيه، بل من السبع الموبقات بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم) [العمدة في إعداد العدة].
[12] قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وأما قتال الدفع؛ فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين واجب إجماعا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم) [الإختيارات العلمية لابن تيمية، ملحق بالفتوى الكبرى: 4/608].
[13] قال صلى الله عليه وسلم : ((من دخل مسجدنا هذا يتعلم خيرا أو يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله)) [رواه الإمام أحمد].
[14] تاريخ بغداد : 13/377.
[15] أبو العباس الجنوبي رحمه الله؛ هو عبد العزيز العمري؛ أحد فرسان غزوة نيورك وواشنطن المباركة، كان على متن الطائرة التي دكت البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، قال في وصيته: (الرسالة الرابعة؛ إلى طالب العلم؛ إلى من عكف على الكتب وثنا عند العلماء والمشايخ الركب؛ آه! كم لك من المعزة في القلب، لي معك تاريخ طويل، صاحبت كثيرًا وكثيرًا من أمثالك أولي الخلق النبيل، تروح وتغدو تسلك طرق الجنة، إنها نعمة تغبن عليها، لكن أما إذا ذكر الجهاد فلا وألف لا! الفرق شاسع بين الجلوس وبين خوضك المعامع. يا طالب العلم؛ الأمل في أن تجدد الحياة التي أنت فيها، اخرج في سبيل الله مرة وذق حلو هذا الطريق ومُرَّه، انظر إلى التاريخ! انظر إلى ساحات الجهاد! فإن كنت تصبو أن تكون داعية فعلاً فساحات الجهاد تحتاج إليك! واعلم أنك لو تخلفت فإن الجهاد قائم، وسنة الله جارية {وإن الله غني عن العالمين}، {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}، إن التضحية لا بد منها، ولكن الإيمان مرتبط بالعمل، وهذه ضريبة الإصلاح والجنة غالية الثمن…).
[16] قال حذيفة رضي الله عنه: (إن أصحابي تعلموا الخير، وأنا أتعلم الشر!)، قيل: وما يحملك على ذلك؟! قال: (إنه من تعلم الشر يَتّقِهِ) [كتاب العلم، لزهير بن حرب: ص20].
[17] وتتمة الحديث: (قلت: يا رسول الله صفهم لنا؟ قال: هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا! قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
[18] قال صلى الله عليه وسلم: ((غير الدجال أخوف على أمّتي من الدّجال؛ الأئمة المضلّون)) [رواه الإمام أحمد].
قال الشيخ أبو قتادة الفلسطيني: (في هذا الحديث إرشاد نبويّ إلى وجوب كشف الأئمّة المضلّين، كما كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الدّجال، بجمع فتنتهما. وإذا كان الدّجال هو أعظم فتنة تقع في الدّنيا كما جاء في بعض الأحاديث، فإن هذا الحديث يبيّن أن الأئمّة المضلّين هم أشد فتنة وأكثر سوءاً وأعظم إفسادا…ً) [سلسلة مقالات بين منهجين: 10].
[19] قال ابن القيم: (ومن خواصه – يعني حرم الله وبيته – أنه يعاقب فيه على الهم بالسيئات وإن لم يفعلها، قال تعالى {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج: 25]… فوعد من هم بأن يظلم فيه بأن يذيقه العذاب الاليم، ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه… فالسيئة في حرم الله بلده وعلى بساطه آكد واعظم منها في طرف من اطراف الأرض، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط مُلكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه) [زاد المعاد 1/17].
[20] قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: (إن هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم وجوب طاعة من دون الله كلهم كفار مرتدون عن الإسلام – كيف لا وهم يحلون ما حرم الله ويحرمون ما أحل الله، ويسعون في الأرض فسادا بقولهم وفعلهم وتأييدهم – ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا – لو كان باطلا – لا ينقلهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذا المجادل أنه فاسق، لأنه لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم) [الرسائل الشخصية: ص 188].
[21] وتتمة الحديث: ((فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم قال {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ…}إلى قوله {فَاسِقُونَ}، ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا)).
[22] قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام: (الثامن؛ مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى {ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}).
[23] سأل أحمد منصور – مقدم برنامج شاهد على العصر في قناة الجزيرة – طلال بن عبد العزيز آل سعود: (هل صحيح كان يتقاضى – أي عدو الله عبد العزيز آل سعود – راتب من البريطانيين؟)، فأجاب: (آه، نعم، كان يتلقى راتب، وكان الراتب هذا، هو أنا من وجهة نظري الآن لما هم “إدُّوله” هذا الراتب، هو مثل قروض، القروض التي تمنح من الدول الغنيَّة للدول الفقيرة)، فقال مقدم البرنامج: (يعني لم يكن هذا الراتب بمثابة إسكات للملك أو نوع من شراء الولاء؟)، فأجاب طلال بن عبد العزيز: (ممكن، ممكن، لأنه هدف الإنجليز، طبعاً معقول يعطوا راتب خمسة آلاف جنيه في ذلك الوقت لإنسان في الصحراء؟ مبلغ ضخم! هل ممكن يعطوه هكذا لوجه الله؟ لا! هم يعطوه لغرض في نفس يعقوب لا شك في ذلك، المهم متلقي هذا العطاء كيف يفسره؟ وكيف يستعمله؟ وكيف يكون موقفه تجاه المعطي؟) [برنامج شاهد على العصر، تاريخ الدولة السعودية كما يراه الأمير طلال، الحلقة الأولى، الثلاثاء 9-9-1421هـ].
[24] قال القاضي عياض: ( أجمع العلماء على أنّ الإمامة لا تنعقد لكافر وعلى أنّه لو طرأ عليه كفر ينعزل… وكذا لو ترك إقامة الصلوات والدعاء إليها… وكذلك عند جمهورهم البدعة… فلو طرأ عليه كفر وتغيير للشرع أو بدعة خرج عن حكم الولاية وسقطت طاعته ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ونصب إمام عادل إن أمكنهم ذلك، فإن لم يقع ذلك إلاّ لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر ولا يجب في المبتدع إلاّ إذا ظنّوا القدرة عليه فإنّ تحقّقوا العجز لم يجب القيام فيها وليهاجر المسلم عن أرضه إلى غيرها ويفرّ بدينه) [شرح صحيح مسلم للنووي 12/229].
وقال ابن حجر: (وملخّصه أنّه ينعزل بالكفر إجماعاً، فيجب على كلّ مسلم القيام في ذلك) [فتح الباري 13/123].
[25] كنز العمال، وعند الإمام أحمد: ((الفويسق يتكلم في أمر العامة)).
[26] جاء في جريدة البيان الإماراتية تحت عنوان “السلام على الطريقة الامريكية”: (… في الوقت الذي وصف “تيري لارسن” مبعوث الامين العام للامم المتحدة ما جرى في جنين بأنه “فظاعة تفوق التصور!”، وبينما طالب مسئولون دوليون باحالة مرتكبي هذه المجزرة الى المحاكمة الدولية! فإن الرئيس دبليو بوش يصف شارون بأنه “رجل سلام يريد ان تعيش اسرائيل بسلام مع جيرانها”، اذا كان شارون رجل سلام فمن يكون الارهابي؟! ومن يكون السفاح اذن؟!) [جريدة البيان/السبت/7 صفر1423 هـ].
[27] قال صلى الله عليه وسلم: ((بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا)) [رواه مسلم].
[28] قال الذهبي: (قال ابن عمار الموْصليَّ في تاريخه؛ قال لي علي بن المديني؛ ما يمنعك أن تكفر الجهمية – وكنت أولاً لا أكفرهم – فلما أجاب علي إلى المحنة كتبت إليه أذكره ما قال لي وأذكره الله، فأخبرني رجل عنه أنه بكى حين قرأ كتابي، ثم رأيته بعد فقال لي؛ ما في قلبي مما قلت واجبت شيء، ولكني خِفت أن اقتل، وتَعْلمُ ضعفي اني لو ضربت سوطا واحدا لمتّ، أو نحو هذا) [سير أعلام النبلاء: 11/57].
[29] قال الذهبي: (هو الإمام الجهبذ، شيخ المحدثين)، وقال: (وكان يحيى رحمه الله من أئمة السنة، فخاف من سطوة الدولة واجاب تقية) [سير أعلام النبلاء: 11/ 71 و87].
[30] قال الشيخ أسامة: (…فعندما دخل الأميركان في محرم في أول سنة 1411 هجرياً… وصدرت – للأسف- فتاوى، دولة ودول الخليج ساهمت في الضغط على هؤلاء العلماء لإصدار مثل هذه الفتاوى التي زعموا لهم أنها مؤقتة، وقد حدثنا من نثق به من هؤلاء العلماء، أمثال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في مجلسه وفي بيته، قال؛ “نحن لم نصدر فتوى، وإنما بعد أن أدخلت الدولة الأميركان جمعونا وقالوا؛ لابد أن تصدروا فتوى، وإلا فإن الشباب سوف يقاتلون هذه القوات الأميركية”!! وتحدثت معه طويلاً في وجوب إصدار فتوى بإخراجهم من هيئة كبار العلماء، فقال لي بوضوح – يشهد الله الذي لا إله إلا هو – قال؛ “يا أسامة! ليس من حقنا في هيئة كبار العلماء أن نصدِّر فتوى من عند أنفسنا، وإنما إذا أحيلت إلينا من المقام السامي – على حد تعبيره – نحن نصدر فيها”، فهذا حالنا للأسف الشديد) [مقابلة مع قناة الجزيرة سنة 1420هـ].
[31] يقول الشيخ أيمن الظواهري: (… فمفتي الديار المصرية، وهو الموظف الرسمي في الحكومة المصرية الذي يتلقى راتبه منها ليؤدي عمله الذي استأجروه عليه؛ وهو إسباغ الشرعية على النظام العلماني الباطش بالمسلمين الموالي لليهود، في صورة تتفوق في غلوها على أشد عتاة غلاة المرجئة الأوائل، هو نفسه الذي أفتى المحكمة العسكرية العلمانية بإعدام المجاهدين الخمسة أبطال الإسلام في مصر – محمد عبد السلام فرج وعبد الحميد عبد السلام وخالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل – الذين قتلوا أنور السادات، الذي وقع أربع اتفاقيات مع إسرائيل تعهد فيها بالاعتراف بدولة إسرائيل واستيلائها على فلسطين… وأشهر هذه الاتفاقات هي اتفاقية السلام مع إسرائيل – في عام 1979 – التي نصت على؛ إنهاء الحرب بين مصر وإسرائيل إلى الأبد! ومنعت مصر من مساعدة أية دولة تتعرض لعدوان إسرائيل، بل ودعت إلى التطبيع مع إسرائيل في كل المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية، ثم أصدر الأزهر فتوى يبارك فيها هذه الاتفاقية، ويقرر فيها أنها تتفق مع الشريعة!) [الولاء والبراء عقيدة منقولة وواقع مفقود].
[32] قال ابن الجوزي: (وأعلم أن عموم أصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص، فيتبعون قوله من غير تدبر بما قال، وهذا عين الضلال، لأن النظر يجب أن ينبغي أن يكون إلى القول لا إلى القائل، كما قال علي رضي الله عنه للحارث بن حوط – وقد قال له اتظن أنا نظن أن طلحة والزبير كانا على باطل – فقال له؛ “يا حارث انه ملبوس عليك إن الحق لا يعرف بالرجال، أعرف الحق تعرف أهله”) [تلبيس إبليس 80].
[33] قال ابن باز – المفتي السابق للدولة السعودية – : (وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم!!) [مجموع الفتاوى والمقالات 1/274]، وقال أيضا : (أما الكفار الحربيون فلا تجوز مساعدتهم بشيء ، بل مساعدتهم على المسلمين من نواقص الإسلام لقول الله عز وجل {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}) [فتاوى إسلامية/جمع محمد بن عبد العزيز المسند/ج 4/فتوى رقم 6901].
ويقول صالح الفوزان – عضو هيئة كبار العلماء في الدولة السعودية – : (ومن مظاهر موالاة الكفار إعانتهم ومناصرتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم، وهذا من نواقض الإسلام وأسباب الردة) [الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد: ص351].
[34] قال صلى الله عليه وسلم: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل؛ قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا؛ لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا! فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) [رواه البخاري].
[35] قال صلى الله عليه وسلم: ((سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم فصدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم؛ فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض…)) [رواه الترمذي، وقال: صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه]، وروي عنه صلى الله عليه وسلم: ((إذا رايت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة، فاعلم أنه لص)) [كنز العمال].
وقال محمد بن مسلمة: (الذباب على العذرة؛ أحسن من قارئ على باب هؤلاء).
قال السيوطي: (ذهب جمهور السلف وصلحاء الخلف إلى ان هذه الأحاديث والآثار جارية على إطلاقها، سواء دعوه إلى المجيء إليهم أم لا، وسواء دعوه لمصلحة دينية أم لغيرها، قال سفيان الثوري؛ “إن دعوك لتقرأ عليهم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فلا تأتهم”) [“ما راواه الاساطين في عدم المجيء إلى السلاطين”، للسيوطي: ص58 و76].
[36] قال ابو الفرج ابن الجوزي: (ومن تلبيس إبليس على الفقهاء؛ مخالطتهم الأمراء والسلاطين ومداهنتهم وترك الإنكار عليهم – مع القدرة على ذلك – وربما رخصوا لهم فيما لا رخصة لهم فيه لينالوا من دنياهم عرضا، فيقع بذلك الفساد من ثلاثة أوجه؛ الأول؛ الأمير يقول “لولا أني على صواب لأنكر علي الفقيه، وكيف لا اكون مصيبا وهو يأكل من مالي”، والثاني؛ العامي أنه يقول “لا بأس بهذا الأمير ولا بماله ولا بأفعاله، فإن فلانا الفقيه لا يبرح عنده”، والثالث؛ الفقيه، فإنه يفسد دينه بذلك) [تلبيس إبليس: ص118].
[37] قال الشيخ أيمن الظواهري: (لقد عاش الاف الشباب اسرى لهذه الاسماء الرنانة؛ ابن باز، العثيمين، وابي بكر الجزائري، يتبعونهم، أو على الأقل لا يجرؤون على مخالفتهم حتى وإن عظم خطأهم وفحش انحرافهم… لقد آن للشباب المسلم أن يتحرر من تلك الأسماء الرنانة الجوفاء التي تمادت في نفاق الطواغيت حتى هان قدرها واصبحت مثاراً للسخرية على ألسنة الأولياء والأعداء! وآن لهذا الشباب أن يلتف حول العلماء العالمين الصادقين الذين يعانون ويبتلون في سبيل دينهم ، والذين وصفهم المولى سبحانه في قوله {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}، وآن لهذا الشباب أن يخرج من الغيبوبة التي يعيش فيها ويدرك أن معركة الإسلام والكفر، والحق والباطل، معركة محتومة لا فرار منها، وأنه إن لم يستعد لها ويعد لها عدتها فسيكون أول ضحاياها… الحق ابلج، والباطل لجلج؛ إن ابن باز وطائفته هم علماء السلطان الذين يبيعوننا لأعدائنا في مقابل راتب أو منصب، وإن غضب من غضب ورضي من رضي، إن صف الإيمان يجب قبل مواجهة صف الكفر أن يتخلص من المزيفين والمنافقين، {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}) [مجلة المجاهدون، العدد الحادي عشر، 3/شعبان/1415].
[38] قال النووي: (وقوله “جذعاً”؛ يعني شابا قويا، حتى ابالغ في نصرتك) [شرح مسلم 2/203].
[39] يقول الشيخ أبو محمد المقدسي: (قليل هم أولئك الذين يدركون حقيقة منهج هذا الدين العظيم وحجم تكاليفه، فعندما خلق الله الجنة والنار وبعث جبريل ليراهما ورأى الجنة وما فيها من نعيم للوهلة الأولى قال؛ “والله يارب لم يسمع بها أحد قط إلا دخلها”! فلما أن رآها بعد ذلك قد حفت بالمكاره، قال؛ “والله يارب خشيت أن لا يدخلها أحد”! فالطريق الذي أراده الله أن يوصل إلى الجنة ليس مزروعا بالورود والرياحين، كلا بل هو محفوف بالمكاره والابتلاءات والأذى والدماء، ولو كان أحد يدخل الجنة دون سلوك هذه الطريق لكان أولى الناس به رسل الله وأنبياؤه الذين اصطفاهم الله من خيرة خلقه، فقد أوذوا وشوهوا وكذبوا {فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ}، وهذه الحقيقة يعرفها كل عاقل درس منهج الانبياء وتاريخ الدعوات، ولذلك فأول كلمات سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن نبيء من ورقة بن نوفل – وكان قد قرأ الكتب السابقة – كانت؛ “لم يأت رجل بمثل ما جئت به إلا عودي”! فالذين يحلمون أن يكونوا من ورثة الأنبياء ثم يبحثون عن رضى الناس أو الحكومات لم يفقهوا حقيقة هذا المنهاج…) [مقالة بعنوان؛ لم يأت رجل قد بمثل ما حئت به إلا عودي، جمادى الآخرة 1423هـ]
[40] وتتمته: (قالوا: أمط عنا يا أسعد! فوالله لا ندع هذه البيعة أبدا ولا نسلبها أبدا)، قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة).
[41] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون – أو بضع وستون شعبة – فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)) [رواه مسلم].
[42] قال الشنقيطي رحمه الله: (أن الذين يتّبعون القوانين الوضعية التي شرَّعها الشيطان على ألسنة أوليائه مُخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم، أنه لا يشك في كُفرهم وشِركهم إلا من طمس اللَّه بصيرته، وأعماه عن نور الوحي مثلهم) [أضواء البيان 4/83-84].
وقال أحمد شاكر: (إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس؛ هي كُفرٌ بواح، لا خفاء فيه ولا مداورة، ولا عُذر لأحد ممن ينتسب للإسلام – كائناً من كان – في العمل بها أو الخضوع لها أو إقرارها، فليحذر امرؤٌ لنفسه، وكل امرئٍ حسيبُ نفسه) [عمدة التفسير 172/4].
[43] إلى هنا انتهت محاضرة الشيخ المجاهد “أسامة بن لادن” تقبله الله وجعله غصة في حلوق الكافرين، مع التنبيه أن النقل تم بشكل حرفي عن شريط صوتي للشيخ مع تصرفات يسيرة اقتضى لها المقام، ولا يفوتنا أن نسأل الله عز وجل أن يجزل الأجر والثواب لمن قام بتفريغ هذه المحاضرة





