مؤامرة كبيرة في سوريا والخونة يرتدون زي الجهاد والتيارات الإسلامية تسقط ويتم المساس بالجهاد عبر السلطة وتتجنب الحروب
لم تعد الولايات المتحدة والغرب يحتاجون اليوم إلى حروب طويلة ومكلفة لمواجهة التيارات الإسلامية والحركات الجهادية في العديد من الدول الإسلامية مثل سوريا بل إنهم يطبقون نظرية جديدة أي سقوط التيارات الإسلامية والنيل من أهدافهم الجهادية عبر السلطة والانضمام إلى النظام العالمي العلماني، ثم السعي إلى ضربها من الداخل.
يتم تنفيذ هذه المؤامرة في مصر وتونس والمغرب والصومال وليبيا وهذه الاستراتيجية تجري اليوم في سوريا كذلك والتي ترمي إلى وأد روح المقاومة في مواجهة المحتلين والعودة إلى نظرية إقامة الحكومة الإسلامية ويفوق السعي إلى هزيمة جماعة محددة.
أدرك المؤمنون وأهل الدعوة والجهاد والمسلمين الذين شاركوا في الثورات وجاهدوا أن المنافقين الذين يرتدون زي الجهاد يشكل تهديدا كبيرا يفوق خطر مؤامرة الولايات المتحدة والغرب عليهم، حيث ولد الأعداء بعض القادة مثل الجولاني لكي يخدموا مشاريعهم.
إننا رأينا اليوم أنه كيف انحرف أحمد الشرع عن طريق الجهاد ومال إلى طريق العمالة وترك المقاومة ولهث وراء استرضاء الولايات المتحدة، وصمت أمام الصهاينة وانتهك خطوط الإسلام الحمراء وتحول إلى أداة لتنفيذ خطة الولايات المتحدة والصهاينة في سوريا.
تبنى الأعداء هذا المشروع لأنهم رأوا بين المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد وعامة الناس في سوريا من يخدمهم وينخدع بالجولاني ويستمع إلى كلماته ويتبع عصابته وهذا هو الخطر الذي حذره الله تعالى منه إذ قال سبحانه: وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ(التوبة، 47)
عرف العلماء والحكماء وأهل الدعوة والجهاد الجولاني منذ البداية ولكن السواد الناس مازالوا يرون فيه قائداً مجاهداً يعسى لإقامة الحكومة الإسلامية ويسعى لتحقيق شعارات أخرى رددها ويرون فيه رجلاً قاتل لأكثر من عشر سنوات وردد شعار الجهاد ووصل إلى السلطة بدماء المؤمنين ثم انكشف وجهه عندما حان وقت الاختبار.
ينجح هذا المشروع عندما يهمل المجاهدون النهج الصحيح الذين اتبعه أهل الدعوة والجهاد وتركوا الشورى لم يعرفوا الأعداء والمنافقين وثقوف فيمن يزعم الجهاد وانخدعوا بالشعارات.
فلا شك أن انهيار المشروع الجهادي في سوريا الذي تريده الولايات المتحدة والنيتو والصهاينة والعملاء العرب الذين يحكمون الدول الإسلامية، لا يتحقق بالدبابات والقنابل ودخول قوات المحتلة، بل يحققه الذين يزعمون الإسلام والجهاد ولكن قلوبهم مفعمة بحب الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب. تريد الولايات المتحدة والغرب والصهاينة النيل من المشاريع الإسلامية في سوريا دون إطلاق رصاصة واحدة.
أبو عامر (خالد الحموي)




