
لا يستطيع أحمد الشرع (الجولاني) أن يقول إن الخمر محرم قبل المصادقة على الدستور؟
وهناك بعض الأشياء في الإسلام ما يعرف بـ« المعلوم من الدين بالضرورة » یعنی هو ما علمه عامة المسلمين من الدين بالأولية من دون نظر ولا تأمل وجوبا أو تحريما مثل: وجوب الصلاة والزكاة والصوم والحج.. وتحريم الزنا والعقوق والظلم والخمر والخنزير والقتل إلى غير ذلك من المسائل التي ينتشر بين المسلمين وجوبها أو تحريمها في الاعتقاد أو العمل.
عندما سئل الجولاني في مقابلته مع قناة بي بي سي عن الإمارة الإسلامية في أفغانستان ومسألة تحريم الكحول، طعن الجولاني أولا بالإمارة الإسلامية في أفغانستان وبالشعب الأفغاني من خلال عرضه أفغانستان كقبيلة وعرض سوريا على أنها دولة متحضرة، ثم ردّ على المذيع سأل عن تحريم الخمر إذ قال: “هل لديك مشكلة مع من يشربون الكحول؟” وأجاب الجولاني على السؤال قائلاً:
“هناك الكثير من الأشياء التي لا يحق لي التحدث عنها، لأنها قضايا قانونية ، في المستقبل سيكون لدينا لجنة من الخبراء القانونيين الذين سيصوغون الدستور وسيتخذون قرارا وسيتعين على كل حاكم ورئيس الامتثال للقانون”.
وفي بلد يدعي أنه قدم آلافاً من الشهداء لإقامة حكومة إسلامية ألا يستطيع الجولاني أن يقول إن الخمر محرم أم لا، ما يعرفه كل مسلم بصراحة.
وبمعنى آخر، إذا كان القانون الذي سيصوغه الناس ينص على أنه لا حرج في شرب الخمر، فيجب على الحاكم ورئيس سوريا أن يقولوا إنه لا حرج في ذلك وأنه يجب أن يكون مثل هذا القانون متبعا ومطاعاً؟
وقد ذكر الله سبحانه بوضوح أن الخمر حرام، لكن الجولاني لا يهتم بحكم الله عندما يعبر عنه ويقول إنه ينتظر أن ينزل حكم البرلمان والبشرية ليقولوا هل الخمر حلال أم حرام؟
لم يتخيل مجاهدو الإمارة الإسلامية والشعب الأفغاني المسلم أبدا أنهم سيسمعون مثل هذه الكلمات من حكام سوريا الجدد بعد إطلاق كل هذه الشعارات الجهادية وتقديم الكثير من القتلى وتمنيات المسلمين للشعب السوري.
هل من الضروري أن نصمت عن بيان حكم الله وننتظر حكم البشر؟
هذا أمر لا يمكن تصوره بالنسبة لمسلم، ناهيك عن شخص يدعي أنه جهادي ومجاهد.
وقال فضيلة شيخ القرآن والحديث مولوي هبة الله أخوندزاده، أمير الإمارة الإسلامية في أفغانستان، في رسالة تهنئته بمناسبة عيد الأضحى المبارك عام 1444ه: “الحمد لله بحكم الإمارة الإسلامية استعيد النظام الإسلامي. تم الإعلان عن الشريعة الإسلامية المقدسة وتنفيذها، واتخذت إجراءات لتعزيز الشعائر الدينية وتعزيز المراكز الدينية وتوسيعها. وهناك إصلاحات دينية جارية في التشريع والحكم والقضاء والاقتصاد والثقافة وغيرها من مجالات الحياة. كل هذه هي الأهداف والقيم التي ناضل شعبنا المسلم من أجلها لفترة طويلة وقدم تضحيات كبيرة”.
هذا يكفي لكي نعرف أنه إلى أي اتجاه يقود الجولاني الشعب السوري؟ من أجل إقامة حكومة إسلامية أو تشكيل حكومة مثل الحكومات الإسلامية في الأردن ومصر والجزائر والسعودية وغيرها والتي تزعم التمسك بالشعائر الإسلامية.
الكاتب: مولوي نور أحمد فراهي