السياسة الدينية أم الدين السياسي في سوريا؟

السياسة الدينية أم الدين السياسي في سوريا؟

السياسة بعبارات بسيطة تعني مجموعة القواعد والبرامج والأساليب التي يستخدمها الإنسان للحكم أو تحسين الشؤون الشخصية أو الشؤون الاجتماعية.
وبمعنى آخر من أين يحصل الشخص أو الحاكم على مجموعة قوانينها وبرامجها للإدارة الداخلية والخارجية؟ فسياسته هي نفسها والشخص الذي يأخذ هذه القوانين والبرامج من الإسلام يسمى بالسياسة الإسلامية والشخص الذي يأخذ هذه القوانين والبرامج من غير الإسلام ويتصرف على أساس هذه القوانين غير الإسلامية هو أيضا يسمى بالسياسة غير الإسلامية ويحدد نوع السياسة التي اختارتها هذه الحكومة طبيعة الإدارة وشكلها وأغراضها وكيفية عملها.
من الواضح أن الحكومة الإسلامية لديها سياسة تقوم على دين الإسلام وشريعة الله والقوانين العرفية مهمة بالنسبة لها لدرجة أنها ليست مخالفة لقوانين الشريعة ولكن العنصر الخطير هو أولئك الذين يقومون بعمل الأعداء نيابة عن الأعداء داخل المسلمين أي الأشخاص الذين يكون إسلامهم قناعا للسياسات العلمانية والسياسية بدلا من أن تكون سياستهم إسلامية.
هذه المجموعة الأخيرة التي تنتمي في معظمها إلى جماعة المنافقين بين المسلمين تحمل شعاراتها ومظهرها الإسلامي دوافع سياسية وتحاول التمييز بين الإسلام والليبرالية العلمانية ووضع المسلمين يخدمون أهداف وبرامج القوى العظمى العلمانية العالمية والإقليمية.
هؤلاء الأعداء بين المسلمين هم دائما مسلحون بجنود في مجال الحرب النفسية والدعاية تحت ستار الشيوخ والمفتين وهؤلاء الشيوخ وأهل الفتواى يبررون السياسات العلمانية لهؤلاء الحكام بأدب إسلامي زائف ويصدرون الفتاوى وفقاً لسياسات الحكام.
بمعنى آخر إذا تغيرت سياسة الحكومة، فإن فتوى هذا الجندي في مجال الحرب النفسية والدعاية ستتغير أيضا، ومن الأمثلة الواضحة على هذه المجموعة من الجنود في قطاع الدعاية والحرب النفسية والحرب الباردة الدكتور إبراهيم شاشو، مفتي محافظة حلب ورئيس كلية العلوم الشرعية في جامعة حلب.
كفر إبراهيم شاشو الحكومات العربية العميلة مثل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وغيرهما، اللذان عارضا هيئة تحرير الشام والجولاني، من خلال مراعاة معايير التكفير. أعلن إبراهيم شاشو: “لا شك أن القادة السعوديين والمصريين خرجوا من دائرة الإسلام، ومن الظلم اعتبارهم مسلمين رغم أنهم يعرفون الحقيقة عن أنفسهم”.
ولكن الآن بعد أن وافق هؤلاء الحكام بأمر جاء من الولايات المتحدة والصهاينة والاتحاد الأوروبي على سيادة الجولاني، سحب إبراهيم شاشو فتواه ويقول إن فتواه السابقة كانت جزءا من الخطاب السياسي للثورة والآن تغير كل شيء، لذلك لا ينبغي لأحد أن ينسب ذلك إلي.
ببساطة ووضوح نرى أنه لا توجد سياسة دينية في سوريا، لكن الدين السياسي يهيمن على خلفاء بشار الأسد، والدين والمشاعر الدينية في أيدي السياسات التي يمليها الأجانب على نظام الحكم الجديد.

الكاتب: أبو سعد الحمصي

  • Related Posts

    أنت تقف في معقل الصهاينة ما إن لم تثبت عداءك لهم!

    أنت تقف في معقل الصهاينة ما إن لم تثبت عداءك لهم! قُتل أكثر من 100 شخص من قوات الجولاني الأمنية في هجوم للكيان الصهيوني والجميع ينتظرون الرد… فهل يردّ الجولاني…

    هل يفيد اتحاد الشافعيين والزيدية في اليمن أهل غزة أو تفيدهم جماعة الجولاني؟

    هل يفيد اتحاد الشافعيين والزيدية في اليمن أهل غزة أو تفيدهم جماعة الجولاني؟ هاجمت عصابة قتل الأطفال الصهيونية الإسرائيلية أمام أعين الجميع قريتى الصمدانية الغربية والشرقية. انطلقت العربات المدرعة الصهيونية…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    أنت تقف في معقل الصهاينة ما إن لم تثبت عداءك لهم!

    أنت تقف في معقل الصهاينة ما إن لم تثبت عداءك لهم!

    هل يفيد اتحاد الشافعيين والزيدية في اليمن أهل غزة أو تفيدهم جماعة الجولاني؟

    • من ezqassam
    • يوليو 17, 2025
    • 1 views
    هل يفيد اتحاد الشافعيين والزيدية في اليمن أهل غزة أو تفيدهم جماعة الجولاني؟

    من أرض الشام إلى القدس، عندما يصافح حکام العرب الذين يحكمون على المسلمين أيدي الصهاينة الملطخة بالدماء!

    من أرض الشام إلى القدس، عندما يصافح حکام العرب الذين يحكمون على المسلمين أيدي الصهاينة الملطخة بالدماء!

    يريد الجولاني إطفاء نار المقاومة ولا يريد إطفاء نار الصهاينة!

    يريد الجولاني إطفاء نار المقاومة ولا يريد إطفاء نار الصهاينة!

    فتنة الدروز لتبييض الجولاني: عندما يصنع الصهيوني عدوه الظاهر والباطن!

    فتنة الدروز لتبييض الجولاني: عندما يصنع الصهيوني عدوه الظاهر والباطن!

    أظهروا صدقكم وواجبكم تجاه أهل غزة بالفعل، إن أقام المجاهدون من أهل السنة الحكومة في سوريا

    أظهروا صدقكم وواجبكم تجاه أهل غزة بالفعل، إن أقام المجاهدون من أهل السنة الحكومة في سوريا