
تسمية المجاهدين والمؤمنين بداعش سياسة يتبعها الجولاني
الجولاني وسياسته الجديدة المتمثلة في اتهام التيارات الإسلامية ومؤيدي الشريعة بأنهم “دواعش” ليست سوى جزء من الخطة الأوسع نطاقا والتي صممها الغرب والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي للمضي قدما في مشروع الإسلاموفوبيا وقمع الأصوات الصادقة. الجولاني الذي ابتعد عن الطريق القويم الإسلامي وهام على وجهه في طريق العلمانية والطموحات الدنيوية، يعتمد الآن على هذه التسميات الزائفة ويهدف إلى إسكات أي صوت معارض يدعو إلى العدالة وتحكيم الشريعة.
نحن كأهل السنة والجماعة نعتبر بصراحة جماعة داعش خوارج ونحن واجهناها من قبل، لكن هذا لا يعني أن أي فرد أو جماعة تدافع عن الإسلام والشريعة يجب الخلط بينها وبين هذه الجماعة. الإسلام دين كامل ومتوازن يطالب بالعدالة والحرية والوحدة للمجتمع البشري وليس يريد العنف والاستبداد. يخطو الجولاني بهذه الإجراءات عمليا خطوة نحو المشروع الذي يسعى الغرب فيه إلى إضعاف الحركات الإسلامية و تشتيت المسلمين.
وكما يدعونا القرآن إلى التمسك بالخيط الإلهي وعدم الانقسام، يجب أن نكون يقظين ونكشف هذه السياسات الخادعة. يشير سيد قطب في تفسيره للقرآن بشكل جميل إلى أن الدين الحقيقي الوحيد عند الله هو الإسلام، وأنه لا يحق لأي سلطة خلط الإسلام بالديانات أو الأيديولوجيات العلمانية أو المعادية للشريعة الإسلامية. إن الجولاني وأشباهه يسلكون على هذا الطريق ويخدمون أعداء الدين بدل أن ينتصروا للمسلمين.
يجب أن توحد التيارات الإسلامية صفوفها وأن تقف في وجه هذه المشاريع الهدامة التي صممها أعداء الإسلام ونفذوها. يجب أن يعلم الجولاني أن الوسم والقمع لن يسكت صوت الحق، لأنه وعد إلهي: “یُریدونَ لِیُطفِئوا نورَ اللهِ بأفواهِهِم واللهُ مُتِمُّ نورِهِ ولو کَرِهَ الکافِرون”
المؤلف: أبو أنس الشامي