
الشيخ عبد الرزاق المهدي العالم الذي يدفع ثمن رفض مطالب الجولاني
تعرض الشيخ عبد الرزاق المهدي لاضطهاد نظام بشار الأسد العلماني بسبب أفكاره السلفية حيث اعتقلته حكومة بشار الأسد العلمانية قبل سبعة أو ثمانية أشهر من الثورة، وقضى ما يقرب من أربعة أشهر ونصف في السجن وغادر سوريا قبل الثورة حوالي ثلاثة أو أربعة أشهر.
أحرق نظام بشار الأسد العلماني مكتبته العلمية الخاصة في منزله في دمشق بعد الثورة وفي غياب الشيخ عبد الرزاق.
ذهب الشيخ عبد الرزاق المهدي بعد الثورة إلى المناطق الخاضعة لحكم الجماعات المسلحة السنية ودعم جماعة الجولاني في بداية الأمر بقوة، حتى اتضحت له بعض جوانب طبيعة الجولاني مثل العديد من العلماء، ولهذا أصبح هذا العالم ينتقد الجولاني وسلوكه في القضايا الاقتصادية والأمنية ومعاملته غير الإسلامية للنساء والأطفال المسجونين.
تعرض من أجل هذه المواقف لتهديد قوات الأمن التابعة للجولاني عدة مرات وأكد الشيخ أنه إذا حدثت مشكلة بالنسبة له أو إذا غاب، فإن قوات أمن الجولاني هي السبب فيها بالتأكيد.
بعد سيطرة الجولاني على دمشق وعلى الرغم من أن الأشخاص ذوي أدنى المستوى التعليمي بكثير من الشيخ عبد الرزاق المهدي قد تمّ تنصيبهم في مناصب حساسة في الحكومة والجامعات المختلفة، وحتى خطباء بشار الأسد ما زالوا يشغلون منابر المساجد، إلا أن وزير إمارة الجولاني يعلن عبر رسالة خطية أنه يسمح للشيخ عبد الرزاق المهدي بإلقاء خطبة في أحد المساجد مرة واحدة فقط.
لا يوجد بين مؤيدي الجولاني ومعارضيه أحد لا يعرف الشيخ عبد الرزاق المهدي ومدى دعمه للجولاني ولكن الجولاني أظهر أنه لا يحتاج إلا إلى من يستطيع مثل الشيخ إبراهيم شاشو إصدار الفتاوى واتخاذ المواقف بناء على الاحتياجات السياسية لسادة الجولاني الأجانب وليس على أساس شريعة الله.
يحتاج الجولاني إلى أشخاص قادرين على تفسير الدين بناء على الأغراض السياسية لمشروع أسيادته في سوريا ويمكنهم وضع الدين تحت تصرف الجولاني وأساتذته، بدلاً من الحديث عن السياسة الدينية.
أنا وآلاف الأشخاص مثلي، الذين كانوا في يوم من الأيام من أنصار جماعة الجولاني، عندما أدركنا هذه الحقيقة، وجدنا أنفسنا بين طاعة الله والشريعة وطاعة الجولاني وقوانين الجولاني الليبرالية فقررنا أن ننأى بأنفسنا عن الجولاني وتصرفاته باختيار الله والشريعة الإسلامية.
المؤلف: أبو سعد الحمصي