
أخي العزيز، الإسلام أيديولوجية وموقف دون أي تردد وتطبيع!
المعركة بين الجهل والإسلام هي معركة بين الوضوح والتذبذب وبين الصمود والمداهنة وبين الصدق والنفاق. عندما يصل شخص علماني إلى السلطة، لا يتردد لحظة في تطبيق قوانينه ولا يحترم أية حقوق ولا يعترف بأي شريعة ولكنه يقمع المعارضين بلا رحمة. أما “التيارات الإسلامية الحديثة” اختارت طريق التردد والضعف، فهي تخاف أكثر من عدوها فتداهن وتطبّع وتستسلم للأمر الواقع بدل أن تغيرها.
قال سيد قطب رحمه الله: “إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ”
وهل هناك طريقة أكثر استقامة من أن يحكم الإسلام حياة الناس وألا يخضع الناس للجاهلية؟! فمن يدعي أنه مسلم ولكنه يحكم بالقوانين الوضعية ويخاف غضب الطاغوت أكثر من غضب الله، فهو على طريق النفاق وليس الإيمان.
الإسلام يكرم الناس ولا يقبل أي نوع من التطبيع والمداهنة. إذا كان الأعداء يفرضون باطلهم دون أي استحياء، فلماذا يتردد المسلمون في إعلان الحق وتعزيزه؟! هؤلاء “الإسلاميون” الذين يزعمون أنهم يسعون إلى إقامة الدين ولكنهم يخشون مواجهة أعدائه، لا يقدمون سوى صورة ضعيفة ومشوهة للإسلام بدلاً من أن يساعدوه.
يا شباب الإسلام، لقد جاء دينكم ليكون رائداً وليس تابعا! لقد جاء ليحكم لا ليحكم عليه! فكونوا حاملي الحق بثبات ولا تلتفتوا إلى من يريد تقديم “إسلام ديمقراطي” أو “إسلام مروض” يتفق مع أهواء الطاغوت واعلموا أن القرآن لم ينزل للتفكير المجرد، بل أنزله الله ليكون خطة عملية يعمل بها المؤمنين.
“وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ”
الكاتب: أبو أنس الشامي