
هل ارتفعت من الأرض بعض مظاهر المعاصي والتعدي على حقوق الله والمجتمع المسلم…
لا يقلل أحد من فضل الله تعالى العميم على شعب سوريا وعلى المسلمين، بالتخلص من حكم النصرية وعائلة النجس الأسد، فهو أمر عظيم في ذاته، لا يُحاج فيه إلا جاهل معاند.
لكن توابع الأمور، لها حكمها، كما أن آثار المرء هي من فعله “ونكتب ما قدموا وآثارهم” ..
فما الذي تحقق من هذا التحرير، بالنسبة للهدف الأكبر، الذي هو “إقامة حكم الله في الأرض”، لا يحاجج في هذا إلا كافر عنيد!
هل ارتفعت من الأرض بعض مظاهر المعاصي والتعدي على حقوق الله والمجتمع المسلم، كالتبرج الفاحش وفتنة النساء على شاشات البث الحكومي، وفي الشوارع وأماكن العمل، وترك الحرية للعلمانيين في التعبير عن كفرهم، وعدم التعرض للمسلمين الدعاة المجاهدين، وإطلاق سراح من هم في السجون، وترك أهل الدعوة المسالمين ليمارسوا حق الله سبحانه في الدعوة إليه، وفي إعلان خارطة طريق عامة تبين للخلق وتشهد أمام الحق أن ما هو آت سيكون مطابقا لحكم الله تعالى وتبعا لشرعه وحده، لا لما يقرره “القانونيون” أو يرضى به “البرلمانيون”؟!
إن إصدار مثل هذا البيان العام “أن ما هو آت سيكون مطابقا لحكم الله تعالى وتبعا لشرعه وحده، لا لما يقرره “القانونيون” أو يرضى به “البرلمانيون” لا يحتاج انتظارا ولا صياغة ولا حنجلة وتبريراً ولا وقتا وتمكينا، ممن قد أصرّوا أنهم دولة بالفعل، ذات سيادة وتمكين، يخضع لها الجميع داخل حدودها، فإذا سألت: إذن فلم لا تصدرون مثل هذا البيان الواضح الصريح، ثم خذوا وقتكم فيما يتلو من تفاصيل؟! وقد رأينا أنه حين جاء وقت الحاجة لتسمية قائدكم رئيساً حتى يتمكن من مقابلة الأمير تميم، ثم الأمر في ساعات حشدا وترتيبا وتنفيذاً؟!!!
يا قومنا، إن التسويف طريق التزييف .. والتدريج طريق التهريج فلا تصرون على السير في تلك الدروب المظلمة فنهايتها معروفة محفوظة ..
علو في الأرض لمن يحكم وحاشيته، وذلة وصغار للشعب .. وجهنم للجميع في يوم الحساب ..
وإني لكم ناصحٌ أمين ..
طارق عبد الحليم
1-2-2025
2-8-1446