هل الجولاني هو النسخة المفضلة لأمريكا والصهيونية في بلاد الشام؟!

هل الجولاني هو النسخة المفضلة لأمريكا والصهيونية في بلاد الشام؟!

سعت الولايات المتحدة والصهيونية دائما على مر التاريخ إلى دعم حكومات تخدم مصالحهما ولا تقاوم مشاريعهما الاستعمارية. بما أن بلاد الشام كدولة هامة في العالم الإسلامي، تجلب اهتمام القوى المتغطرسة، فحاولت هذه القوى تشكيل هيكل حكومي في هذه المنطقة لا يشكل تهديدا لهم فحسب، بل يتحرك أيضا في اتجاه أهدافهم.
السؤال هو: ما هي خصائص الحكومة التي ترغب فيها الولايات المتحدة وإسرائيل في بلاد الشام؟ وهل تتمتع حكومة الجولاني في بلاد الشام بهذه الميزات؟
ما هي خصائص الحكم المنشود للولايات المتحدة والصهيونية في بلاد الشام؟
حكومة تطبّع تعتمد وتخضع للولايات المتحدة والغرب
تسعى الولايات المتحدة دائما إلى إنشاء أنظمة تتبع أوامر واشنطن بدلا من الاعتماد على الأمة الإسلامية. تخضع هذه الحكومات لأوامر الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وتخطط سياساتها بما يتماشى مع مصالح القوى العظمى.
فصل الدين عن السياسة: الإسلام على مستوى طقوس العبادة فحسب
إن الحكومة التي تحبس الدين في ركن من أركان الحياة الاجتماعية ولا تسمح للإسلام بلعب دور في التشريع والاقتصاد والسياسة هي خيار مثالي للولايات المتحدة والصهيونية. إنهم يخافون من أي نوع من الحكومة التي تحكمها الشريعة الإسلامية فيحاولون تدميرها.
قمع الحركات الجهادية والمقاومة
إن الحكومة التي التي تقدر على قمع المجاهدين ومنع نمو وتقدم الفكر الجهادي سوف تكون هي الخيار المرغوب فيها للولايات المتحدة والغرب. ومن وجهة نظر الدول المتغطرسة، فإن التهديد الرئيسي لهم ليس الحكومات الفاسدة، بل الحركات الإسلامية والشعبية التي تطالب بكرامة الإسلام وعودة الأمة إلى طريق الخلافة والجهاد.
الأمن الشامل لإسرائيل
أية حكومة تصل إلى السلطة في بلاد الشام ولا تشكل أي خطر على الكيان الصهيوني هي خيار مناسب من وجهة نظر الولايات المتحدة وإسرائيل لأنهم يبحثون عن أنظمة لا تردد شعارات ضد إسرائيل ولوكانت ظاهرية ولا تتخذ أي عمل ضد الصهيونية عملياً.
الاقتصاد والثقافة برعاية الغرب
تبحث الولايات المتحدة عن حكومة توفر سوقها للشركات الغربية بدلا من الاستقلال الاقتصادي وتفتح أبوابها لليبرالية في مجال الثقافة وتريد الفساد الأخلاقي والترويج لنمط الحياة الغربي ويكون تدمير القيم الإسلامية بين أهدافها الرئيسية.
هل تتمتع حكومة الجولاني بهذه الميزات؟!
التبعية والتطبيع مع الغرب
اصبح الجولاني الذي قدم نفسه ذات يوم على أنه جهادي، اليوم أداة في أيدي الولايات المتحدة وتركيا. تظهر سياسات الجولاني أنه لم يعد يفكر في الأمة الإسلامية أو إقامة حكومة قائمة على الشريعة، بل همه الوحيد هو الحصول على الشرعية والدعم من الغرب. إنه مستعد للتضحية بكل شيء من أجل إفساح المجال لنفسه في المعادلات السياسية.
قمع الجهاديين وخدمة أعداء الإسلام
في حين أن الجولاني لم يشكل أي تهديد لإسرائيل أو الولايات المتحدة، إلا أنه أنفق معظم طاقته في محاربة المجاهدين الآخرين!أثبت قمع الحركات الجهادية واعتقال العلماء المجاهدين ومحاولة فرض سياسات ليبرالية في المناطق الخاضعة لسيطرته، أنه يمثل بالضبط الدور الذي تتوقعه الولايات المتحدة منه.
حماية أمن إسرائيل: الجولاني ليس تهديدا للصهيونية!
إذا ادعى شخص ما أنه جهادي حقا، فعليه أن يعرف العدو الحقيقي ويقف ضده. ولكن هل أطلق الجولاني رصاصة واحدة على الصهاينة؟
القضاء على فكرة إقامة الحكم الإسلامي وتطبيق الفكر العلماني
أحد تصرفات الجولاني الخطرة هو محاولة حصر الإسلام في حدود العبادة فحسب. تشير سياسات الجولاني إلى أنه يتبع”الإسلام الأمريكي” الذي يختزل في العبادة الشخصية وليس له دور في السياسة أو الحكومة.
الخضوع الشامل للاقتصاد الغربي والليبرالية الثقافية
وبدلا من تعزيز الاستقلال الاقتصادي، تجعل حكومة الجولاني المنطقة تعتمد على تركيا والدولار الغربي. وفي المجال الثقافي، لا يوجد جهد لمنع الفساد والانحراف وهناك مؤشرات كثيرة على أنه يبحث عن مجتمع غربي بعيد عن القيم الإسلامية.
وأخيرا إن الجولاني هو النسخة التنفيذية للمشروع الأمريكي والصهيوني في بلاد الشام!
هل يمكن الشك في أن الجولاني هو بالضبط الحاكم الذي تريده الولايات المتحدة وإسرائيل لبلاد الشام بعد كل ما قدمناه عنه؟!
لم يكن أبدا تهديدا للصهاينة.
لقد قمع المجاهدين الصادقين وصرف الأمة عن طريق الجهاد.
إنه يفرض نسخة علمانية من الإسلام على الناس.
همه الوحيد هو الحصول على الدعم الغربي وليس مساعدة الأمة الإسلامية.
لكن يجب على الجولاني وأمثاله أن يعرفوا أن الإسلام لن يدمره المرتزقة، فسوف ينهار مشروعهم في النهاية وسيكون النصر لأولئك الذين هم صادقون في سبيل الله وإن تمّ تنفيذ مشروعهم بمساعدة الولايات المتحدة.

الكاتب: أبو أنس الشامي

  • Related Posts

    خداع الجولاني ووسائل الإعلام الخاصة به

    خداع الجولاني ووسائل الإعلام الخاصة به أمن الجولاني نفسه أحمد حسون، مفتي براميل بشار الأسد العلمانية ونشر الجولاني قواته الأمنية لدعمه وحمايته من الثوار ولكن أعلنت وسائل الإعلام التابعة للجولاني…

    لم أتخيل أبدا أنني سأكون جاراُ لإسرائيل وأن تكون إسرائيل بمأمن من رصاصي

    لم أتخيل أبدا أنني سأكون جاراُ لإسرائيل وأن تكون إسرائيل بمأمن من رصاصي لم أتخيل أبدا أنه في يوم من الأيام أنه سيكون الصهاينة في مرمى نيران رصاصنا أثناء الجهاد…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    خداع الجولاني ووسائل الإعلام الخاصة به

    خداع الجولاني ووسائل الإعلام الخاصة به

    لم أتخيل أبدا أنني سأكون جاراُ لإسرائيل وأن تكون إسرائيل بمأمن من رصاصي

    لم أتخيل أبدا أنني سأكون جاراُ لإسرائيل وأن تكون إسرائيل بمأمن من رصاصي

    تحليل كلام أردوغان حیث قال: سوف نقف إلى جانب الحكومة السورية…

    تحليل كلام أردوغان حیث قال: سوف نقف إلى جانب الحكومة السورية…

    نقاش عن منهج تنظيم سرايا أنصار السنة السورية ونشاطها

    • من abuosameh
    • أبريل 16, 2025
    • 14 views
    نقاش عن منهج تنظيم سرايا أنصار السنة السورية ونشاطها

    تعرف على الجولاني عبر مناصريه

    تعرف على الجولاني عبر مناصريه

    كلام هند قبوات الجاهلي: سوريا لا تخص ديناً محدداً

    كلام هند قبوات الجاهلي: سوريا لا تخص ديناً محدداً