
النظام السوري الجديد يدعو المنافقين وليس أهل الفكر والمبادئ الثابتة
القضية ليست فقط اختفاء طاغوت ولكن الأهم من ذلك ماذا نفعل بعد زوال الطاغوت هذا؟
يقول الله سبحانه وتعالى: ” عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (اعراف/129)
مع المشروع الكامل الذي لدينا للنظام الإسلامي وقيامنا بالجهاد والانتفاضة من أجل مثل هذا النظام، من الآن فصاعدا كل من قال إن نظام بشار الأسد العلماني كذا وكذا، وأن هذا النظام الجديد أفضل من النظام السابق، فعليك أن تعلم إما أنه شخص جاهل لا يدرك مبادئ الثورة الإسلامية وجهاد المؤمنين أو إنه عالم لا يعرف مبادئ الثورة الإسلامية وجهاد المؤمنين ولكنه ينوي خداعك.
لم ينهض المؤمنون بالدعوة والجهاد للإطاحة بنظام علماني تابع لروسيا وإقامة نظام علماني يعتمد على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل، لأنه لو كان النظام الجديد أقل ليبرالية، فسيكون ذلك أفضل وكافيا ولكن المجاهدين تحملوا مشاق كثيرة لإقامة حكم إسلامي.
لذلك فقد انتهى وقت مقارنة النظام الجديد بالنظام القديم في بعض الحريات العلمانية والليبرالية، وإن كان تفاعل نظام الجولاني الليبرالي الحالي مع المسلمين وخاصة مع أهل الثورة والجهاد، لا يختلف كثيرا عن نظام بشار الأسد العلماني ولكن يمكن القول إن وضع أهل الجهاد المخلصين كان أسوأ حتى الآن لدرجة أن النظام الجديد يرحب باحترام برموز الحكومة العلمانية السابقة وكأنهم حمائم حرية وليسوا أعداء مجرمين يجب محاسبتهم. أما الحكومة الجديدة تعاملت مع المجاهدين الشرفاء بالقمع والتهديدات والتهميش والتقييدات والسجن…
اليوم هناك من له موقع في نظام الجولاني الليبرالي الجديد تخلى عن مبادئه وثيابه الثورية والجهادية وتكيفوا مع الوضع الراهن.
إن النظام الجديد الذي يتبع السياسات الغربية ويحكم سوريا يضم أيضا أشخاصا لديهم مبادئ إسلامية ثابتة، مثل الشيخ أبي شعيب المصري، والشيخ أبي يحيى الجزائري وأحمد حامد المنصور وأبو سفيان الجبلاوي وغيرهم. إنها لا تريدهم، لكنها تحتاج إلى مجموعة من المنافقين وأشخاص مثل أسعد حسن الشيباني، الذين يلبون كل ما تطلبه منهم مخططات الغرب.
الكاتب: أبو سعد الحمصي