
اغتيال طلحة أبي عمران الشامي رسالة متكررة للمجاهدين الذين لا يرغبون في بيع أنفسهم
اغتيل رجل الأعمال الدمشقي طلحة أبو عمران الشامي من سكان مدينة إدلب والعضو السابق في تنظيم حراس الدين، في قصف طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالقرب من مطعم طيبة في ريف مدينة الدانا بريف إدلب. نحسبه كذلك والله حسبيه.
وعلى الرغم من إغلاق ساحات القتال وحل جماعة حراس الدين، إلا أنه هو أول مجاهد يغتاله السيد العظيم أحمد الشرع (الجولاني).
هذه خطة ومشروع ثابت ولكنها مرحلة من مراحل شركاء الجولاني منذ البداية وهم يعملون على أساسها.
دخل الجولاني سوريا كجندي في دولة البغدادي وعندما أراد الدخول إلى المرحلة التالية وتحويل السلاح إلى أميره السابق، بايع القاعدة وارتكب أسوأ الجرائم بحق جنود أميره السابق بفتاوى صدرت من خارج الحدود وكانت معظمها للمفتين المقيمين في دار الكفر فقال الجولاني: “لقد تغيرنا نحن” ولكن مشاريع الجولاني لم تتغير.
الجولاني الذي أراد الدخول إلى المرحلة المقبلة وإدارة القوات الموالية للقاعدة، خان أيمن الظواهري وتنظيم القاعدة مرة أخرى وقال مرة أخرى: “لقد تغيرنا” ونحن نختلف عن داعش والقاعدة ولكن مشاريع الجولاني وسلوكه كانت ثابتة وهو لم يغير شيئا.
واليوم عندما ظهر الجولاني في دمشق، بدأ يتخلص من كل من لا يقبل بالديمقراطية التي يريدها، ويقول: “لقد تغيرنا” ولكنهم لم يتغيروا على الإطلاق وخطة عمل الجولاني وأجهزته الأمنية والشخصيات الرئيسية وجرائمهم بقيت كما هي. وهكذا تستهدف الولايات المتحدة المجاهدين المخلصين الذين تم تهميشهم في الساحة السورية بساطة بالغة دون أن تلقي اهتماما للجولاني لأنهم أصحاب منهج وعقدية جهادية، لأن الجولاني يتجاوز المراحل مرحلة تلو أخرى وفقاً للمصالح الأمريكية ويحقق الأهداف الأمريكية في سوريا.
هذه هي الممارسة المستمرة للمنافقين عبر التاريخ. ففي زمن النبي صلى الله عليه وسلم تشبه هؤلاء الناس بالصحابة الآخرين والتحوا ووضعوا العمامة ونطقوا بألفاظ شرعية وفقا لمصالح الناس «وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ»(منافقون/4) بحيث انخدع بعض المسلمين بأقوالهم واستعموا إليهم «وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ » (توبه/47) فلذلك يستعمون إلى المؤمنين مرة وإلى المنافقين مرة أخرى. يقول النبي صلي الله عليه وسلم عنهم: «مَثَلُ الْمُنَافِقِ، كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً»(مسلم2784)
ولكن المنافقين بجشعهم للمصالح الدنيوية يقفون إلى جانب سياسات الكفار وأعداء المؤمنين ولو كان ذلك يضر بالمؤمنين ولهذا السبب يتخلون عن المؤمنين في الظروف العصيبة ويحاولون إذلال المؤمنين.
اليوم عندما نسمع نبأ اغتيال أحد المجاهدين المخلصين على يد شركاء الجولاني بين الحين والآخر وأن شبيحة النظام البائد وحسون مفتي الشبيحة ينعمون بالأمن فهل يمكن للحمقى أن يجيبوا على سؤال واحد: هل انتصرت الثورة أم انتهت أم سرقت؟
المجاهدون الذين لا يرغبون في بيع أنفسهم ليس لديهم خيار سوى مغادرة سوريا أو العودة إلى ساحات الجهاد فيها واستكمال جهادهم وإلا سيضطرون إلى انتظار دورهم. حذاري أن تنسوا العهد وأن تخونوا الله ورسوله؛ تعالوا ان نتعاهد ان لا نضع البواريد حتى يحكم في الشام شرع الله لن نلقي السلاح حتى يحكم في الشام شرع الله .
الكاتب: أبو أسامة الشامي