
خلف كواليس لعبة نتنياهو والجولاني مع الدروز
لا شك أن نتنياهو لا يعارض تواجد الجولاني في الساحة السياسية السورية، لأننا إذا نظرنا إلى الاغتيالات المدبرة التي نفذتها إسرائيل مع الولايات المتحدة في جميع أنحاء سوريا ولبنان، فلو كان نتنياهو يعارض الجولاني لاغتاله في إدلب منذ سنوات.
لقد أثبت الجولاني حتى الآن أنه لا بديل له لإدارة وقمع القوى الجهادية السنية المخلصة في سوريا والقضاء عليها، فيمكن للمحتلين الأجانب تحقيق أهدافهم في سوريا عبر تصرفات الجولاني في مجال الحرب النفسية ومحاربة أهل الدعوة والجهاد.
وعلى هذا الأساس يعلن نتنياهو صراحة أمام الكاميرات أن قواته ستبقى في جبل الشيخ والمناطق الأخرى المحتلة في سوريا إلى أجل غير مسمى وإضافة إلى ذلك أن إسرائيل لن تسمح أبدا لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول مناطق جنوب البلاد، كما يدعو أهالي محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء إلى إلقاء أسلحتهم كما قال نتنياهو إننا ملتزمون بدعم الدروز في جنوب سوريا ولن نتسامح مع أي تهديد لهم. (المناطق التي يتحدث عنها نتنياهو هي نصف مساحة فلسطين بأكملها).
إن تصريحات نتنياهو ليست تدخل قوة أجنبية في الشؤون الداخلية السورية بل هي أن الأراضي السورية جزء من أراضيه وأن الدروز ذريعة، لأنه ورد في الفصل 15 من سفر التكوين، بين الآيات 18 و 22 من سفر التوراة: في ذلك اليوم قطع الله عهدا مع إبراهيم وقال: لقد أعطيت هذه الأرض لقومك من نهر مصر إلى النهر العظيم أي نهر الفرات.
إذا انتبهت إلى الشعار الموجود على أكتاف الجنود الصهاينة، فسوف تدرك أن إسرائيل الكبرى بالنسبة لهم تشمل هذه المنطقة الجغرافية من النيل إلى الفرات وإذا كان لديهم السلطة فسوف يطالبون بامتلاك كل هذه الأراضي.
فإذا لم يقاوم من اجتمعوا حول الجولاني من المنخدعين والمغرورين بهم الصهاينة المحتلين واعتقدوا أنهم يستطيعون منع تقسيم سوريا ومجابهة الاحتلال الصهيوني بقوانين ومعايير علمانية وسياسات تطبيعية وكانوا مهتمين بقرارات الأمم المتحدة والإدانات المسرحية لشركاء إسرائيل، فعليهم أن ينتظروا ما حدث للأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث اعترفت الدول المختلفة شيئا فشيئا بإسرائيل كدولة مستقلة.
إن أهل الدعوة الصادقين والمجاهدين في سوريا وجميع الأراضي الإسلامية يعرفون أن بإمكانهم منع خطر انتشار السرطان الإسرائيلي في سوريا وغيرها من الأراضي الإسلامية بالإيمان والوحدة والجهاد المسلح فحسب.
لقد بين الله تعالى للمؤمنين خيارا واحداً لردع تهديدات هؤلاء الكفار ولمنافقين المختبئين في بلاد الإسلام وهو عندما يقول سبحانه : وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ (انفال:60)
قال عقبة بن عامرسَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو علَى المِنْبَرِ يقولُ: «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ» (مسلم1917)
الجولاني ونتنياهو وجهان لعملة واحدة وهما يمثلان دورهما في نفس السيناريو. يجب علينا أن لا نتركهما يلعبان بنا عبر القوانين والمعاهدات العلمانية الدولية، لأن الخيار الرادع الوحيد ضد المحتلين الأجانب الكفار هو السلاح والحرب المسلحة.
الكاتب: أبو عمر الأردني