
إذا تخليت عن الجهاد
إذا تخليت عن الجهاد وابتعدت عن المقاومة، فاعلم أنك حكمت على نفسك بالذل ووطئت طريقاً لا نهاية له سوى الخضوع والاستعباد للطغاة. هل تكتفي بأن تكون فريسة سهلة لعدو لا يعرف الرحمة ويلعب بدينك وكرامتك وأرضك؟
يشهد التاريخ أن الأمم التي ألقت سلاحها سقطت وأصبحت لقمة سائغة للظالمين. لذلك إذا تراجعت عن الجهاد فسوف ينتشر الفساد وينتهك الشرف ويأسر الظالم المظلوم كما يقول الله سبحانه في كتابه: وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا” (النساء: ۷۵).
إذا لم تتحرك فسوف يأتي اليوم الذي يصبح عبداً وتسلب منك كرامتك وتفرض عليك قوانين الكفار ويصبح دينك غريبا ويداس ميراثك تحت أقدام المتكبرين.
ولكن إذا رفعت راية الجهاد، فسوف تكون من الذين يبحثون عن الشرف ومن الذين نهضوا في سبيل الله ومن أتباع طريق الصحابة الذين باعوا حياتهم لله وأدركوا أن الحياة بلا كرامة ليست حياة وأن الموت بكرامة خير من العيش في الذل.
خافوا من أن تكونوا من الذين يفضلون الدنيا على الآخرة فسيكون لهم مصير أليم في الدنيا والآخرة كما قال الله سبحانه تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ” (التوبة: ۳۸).
إذن قوموا قبل أن يبقى منكم اسم واحد فقط وتتحدث الأجيال القادمة عن أمة كانت عظيمة ذات يوم ولكنها عندما ألقت سلاحها أصابها الذل وسقطت في الهاوية.
الکاتب: مروان حديد