
غزة، مثل أصحاب الأخدود تعلمنا درسا عن الإيمان وتدارك خطايانا وإهمالنا
كان المغول العلمانيون على مدى 50 عاما يقتلون المسلمين في بلاد ما وراء النهر وخراسان وبلاد فارس وكان الملك العباسي مجرد متفرج بل إنه منع من مساعدة مسلمي هذه الأراضي في حربهم مع المغول حتى وصل المغول إلى بغداد وأسقطوا الحكم العباسي .
إن الجرائم التي ارتكبها المغول العلمانيون تشبه الجرائم التي ارتكبها الصليبيون في الأندلس وهي تشبه نفس المآسي التي يلحقها الصهاينة العلمانيون اليوم في غزة بالناس إذ يلعب حكام المسلمين نفس دور الملك العباسي حيث لا يسمحون للمجاهدين بدخول أرضهم لمهاجمة الصهاينة المحتلين والمجرمين.
لو كان أصحاب الأخدود هم المؤمنون الوحيدون في ذلك البلد ولم يكونوا مؤمنين يساعدهم الله بهؤلاء المؤمنين وكانوا مضطرين على أداء واجبهم فحسب ولكن عندما غزا المغول بلاد ما وراء النهر وخراسان وبلاد فارس وغزا الصليبيون الأندلس وهاجم الغربيون العلمانيون والمستعمرون على الأراضي الإسلامية واليوم بعد أن غزا الصهاينة غزة، فإن عدد المسلمين كان أكبر بكثير من عدد هؤلاء الغزاة، ولكن هناك مسلمين يراقبون المشهد ويتفرجون فلا أحد يشعر بهم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها، قيل: يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟ قال لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ (الألباني، صحيح الجامع 8183)
كان الجميع يتوقع أنه يُمارس الضغط على الصهاينة والطواغيت في المنطقة مع انتصار المجاهدين في سوريا أن تغادر الولايات المتحدة وحلفاؤها هذه المنطقة. أما نحن فشهدنا فجأة ولادة طاغوت آخر في سوريا أصبح درعاً تحمي مصالح الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل على الأراضي السورية ولم يسمح لأي مجاهد بالدفاع عن النفس ضد المحتلين، ناهيك عن أنه إذا أراد المجاهدون العمل بواجب الجهاد أثناء احتلال الكفار الأجانب للأراضي الإسلامية وقتال هؤلاء المحتلين.
غزة هي جزء من الأراضي الإسلامية واحتلال فلسطين يعتبر احتلال جزء من أرض جميع المسلمين وعلى الرغم من أن مجاهدي غزة يقومون بواجبهم ضد هؤلاء المعتدين على أساس العقيدة الإسلامية ومثل أصحاب الأخدود ولكنهم في الوقت نفسه يدفعون ثمن خطايا المؤمنين وتفرجهم في مواجهة جرائم الصهاينة المتوحشين، كما دفع المسلمون الذين عاشوا تحت حكم المغول والصليبيين والمستعمرين الغربيين هذا الثمن عبر التاريخ.
جزى الله المجاهدين لأعمالهم وأذلّ الله القاصرين والمتفرجين لخطيئتهم.
أنتم أيها المجاهد والمهاجر والأنصاري كن على يقين من أن الجولاني لن يسمح لكم بالاندفاع لمساعدة أهلنا في غزة أو الجهاد ضد الصهاينة في سوريا كما جرت عادة أسلافه ورفاقه. فما بالك في هذه الظروف؟
هل تلعب دور جندي يطيع طواغيت العرب والعجم، أم إنك تلعب دور مؤمن مجاهد لا يسعى إلا إلى رضا الله ويؤدي واجبه الديني مع إخوته الآخرين؟
اقرؤوا التاريخ. إن إسرائيل هي التي تواجهك والناس في غزة يذبحون أمام أعينكم حيث يقول الوزير الإسرائيلي سموتريتش إنه “لن تدخل حتى حبة قمح واحدة إلى القطاع”
بماذا تستجيب لهذه المأساة وماذا تفعل؟
الكاتب:أبو عامر