
نقاش عن منهج تنظيم سرايا أنصار السنة السورية ونشاطها
اليوم عندما نشر تنظيم سرايا أنصار السنة السورية أفكاره بغض النظر عن السمات الأيديولوجية التي يحترمها أي تنظيم جهادي ويلزم أن تحترم جميع التنظيمات الجهادية السمات الأيديولوجية والدينية للتنظيمات الأخرى حتى للعثور على شورى واحد وإجماع واحد، كما أننا نحترم هذه السمات الأيديولوجية لتنظيم تنظيم سريا أنصار السنة، ومع ذلك هناك بعض الملاحظات التي إذا لم يتم نقاشها فلا شك أنها ستكون عقبات أمام الانتفاضة الجديدة لأهل الدعوة والمجاهدين لمواصلة الجهاد والثورة التي سرقت.
أنتم قد عبرتم بوضوح عن رأيكم ضد من لا يمتثلون لشريعة الله فذا أمر مهم وجذري للغاية، تتمحور حوله قضية توحيد المجاهدين ولكنكم عندما ترون أن الكفار المحتلين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف شمال الأطلسي المتمثل في تركيا قد احتلوا أجزاء من الأراضي السورية ولكل منهم عملاؤهم الكبار والصغار في بعض أنحاء البلاد والذين سلطوهم على سوريا ولكنكم تركتم هؤلاء المحتلين ومرتزقتهم وصوبتم أسلحتكم إلى النصرية أو الشيعة أو السوريين من النظام السابق الذين تابوا.
لقد أكدتم في بيانكم إنكم لن تتسامحوا مع أي نصيري أو شيعي في سوريا، فلماذا تغضون الطرف عما فعلته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل لتنشغلوا الاقتتال الداخلي وبالشعب السوري؟
يجب على أبي عائشة الذي كان عضوا سابقا في هيئة تحرير الشام وهو الآن أمير تنظيم سرايا أنصار السنة، أن يجيب: من يهمه اليوم التخلي عن الأعداء المحتلين والانشغال بأهل البدعة في سوريا؟ هل هو ينفع الكفار المحتلين الأجانب أو أهل الدعوة والمجاهدين الذين يبذلون جهودا كبيرة للتركيز على الأعداء المحتلين الأجانب حتى يخرجوهم؟
يجب عليكم أن تنظروا إلى ما قاله أبن تيمية وأنتم الذين تزعمون في البيان الذي أصدرتموه أنكم تتبعون منهج الشيخ أبن تيمية: والعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه ، فلا يشترط له شرط ، بل يدفع بحسب الإمكان ، وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم وإذا دخل العدو بلاد الإسلام فلا ريب أنه يجب دفعه على الأقرب فالأقرب ، إذ بلاد الإسلام كلها بمنزلة البلدة الواحدة ، وأنه يجب النفير إليه بلا إذن والد ولا غريم ونصوص أحمد صريحة في ذلك.( الفتاوى الكبرى، الاختيارات الفقهية 309)
ثم قال: وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم وبين طلبه في بلاده [الفتاوى الكبرى 5/ 537]
كما اعتبر الشيخ أسامة بن لادن رضي الله عنه التركيز على الولايات المتحدة كـ”رأس الأفعى” والتركيز على الصهاينة باعتبارهم أكبر أعداء المسلمين وتجنب فتح الجبهات والتحالف مع كل معارضي هؤلاء المحتلين من واجبات أهل الدعوة والجهاد ودعا جميع المسلمين إلى التكاتف لمحاربة هذين العدوين الرئيسيين.
فإن نشاطكم في الظروف الراهنة في تنظيم سرايا أنصار السنة السورية يتعارض مع المنهج الصحيح لسلفنا الصالح وهو خطوة شغل الشعب السوري ببعضه البعض وإهمال الأعداء وإذا لم يكن ذلك بدافع الجهل، فيمكن أن نشمّ فرائحة المؤامرة والخيانة لأهل الدعوة والجهاد وأن نرى تكرار سيناريو الجزائر والشيشان وأفغانستان وغيرها. .
الكاتب: أبو أسامة الشامي