
الانسحاب الأمريكي من سوريا… خداع جديد في مشهد الخيانة الدولية
إن الأخبار التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية بأن القوات الأمريكية ستنسحب من سوريا خلال الشهرين المقبلين ليست سوى رواسب دقيقة في عيون السذج. فتعتبر هذه الأخبار محاولة يائسة لزعزعة المعادلات، إذ إن الحقيقة بسيطة وواضحة للغاية بحيث لا يمكن إخفاؤها.
الولايات المتحدة لا تنسحب ، بل تسلّم!
من لا يعرف الدور الحقيقي للولايات المتحدة في بلاد الشام فهو لن يفهم شيئا عن خريطة الجهاد. لن تغادر الولايات المتحدة إلا إذا تأكدت من أن المشروع الصهيوني والحليف الدائم الذي خلقته يسيطر على كل شيء.
لقد استولى النظام على درعا وسيطر الصهاينة رسميا على الجولان وصار سلاح خطوط الصراع واحداً تلو الآخر منزوعاً بأسنان المؤتمرات وليس بسيف المجاهدين. إن الذي يتحدث عن “انسحاب الولايات المتحدة” فهو يتحدث عن نقل المهمة من الجلاد الرئيسي إلى المرتزق العميل.
المناطق التي يسيطر عليها الأكراد… قاعدة الاحتلال الأمريكية الحديثة
من يعلق أمله على الانسحاب الأمريكي من شرق الفرات، يشبه أولئك الذين ينتظرون أن يصلي الذب صلاة الفجر. هذه المناطق هي القواعد الرئيسية للمشروع الأمريكي التي تزود النفط وتحتوي على تركيا وتقطّع جغرافية الشام وتمنع تشكيل أي مشروع إسلامي شامل.
إن الولايات المتحدة لن تغادر تلك المنطقة، لأن وحدات YPG/PKK تلعب نفس الدور الذي يلعبه “أنطوان لحد” في جنوب لبنان لليهود. هؤلاء المرتزقة الذين يحملون السلاح ويرتدون زي المقاومة ولكنهم يعملون لصالح العدو.
الخيانة الكاملة بين النظام والصهاينة والولايات المتحدة
إن السيناريو واضح:
نشر الصهاينة قواتهم في الجنوب (الجولان ودرعا)
لقد أحكم الأمريكيون قبضتهم على الشرق (النفط والحدود)
حافظ الروس على الساحل السوري
والنظام يتقدم في الشمال بمساعدة مرتزقة أستانا.
وهنا يجب أن نسأل: إذن أين الأمة؟ أين السلاح؟ أين الجهاد؟
الجواب واضح: تم تخدير الأمة بسبب التصريحات الكاذبة عن الانسحاب الأمريكي والرجال ينشغلون بخبز الذل وتمّ ترويض الفصائل في الفنادق في الخارج.
الکاتب: مروان حديد