
تهديدات إسرائيل أمام التطبيع ومداهنة حكومة الجولاني
أراد الجولاني وجماعته منذ البداية أن يقولوا للناس إن الغرض من التدخلات الصهيونية في سوريا وقصف المناطق العسكرية السورية هو معارضة إيران وحزب الله اللبناني وتدمير المعدات العسكرية الإيرانية في سوريا!
وأعلنت حكومة الجولاني عدة مرات أنه لن يشكل تهديدا للحكومة الإسرائيلية المحتلة، لعله يسترحم إسرائيل المتوحشة لتقول له: حسنا، نحن نخرج من سوريا ونتركك وشأنك.
هذه كلها أوهام، مثل كل الوعود الكاذبة التي وعد الجولاني الشعب بها في السنوات القليلة الماضية عن الحكومة الإسلامية وتحكيم الشريعة الإسلامية.
الحقيقة هي أن وزير مالية الكيان الصهيوني، فوري سموتريتش، أدلى بتصريح في بلدة في وسط الضفة الغربية حيث قال:
“لن نوقف الحرب حتى يتم تقسيم سوريا وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من قطاع غزة وهزيمة حزب الله ونزع الأسلحة النووية الإيرانية.
إنه جزء من حرب إسرائيل في المنطقة وخاصة في سوريا والتي بدأت عام 1948.
لذلك فإن التطبيع ومداهنة الجولاني لهؤلاء المحتلين المتوحشين الذين يحظون بدعم الولايات المتحدة والإمارات وآل سعود والاتحاد الأوروبي وجميع أصدقاء الجولاني لا يخدم إلا إسرائيل ويضر بمصالح الشعب السوري والمنطقة.
الواجب على المسلمين أن يفضوا خلافاتهم وأن يركزوا على هذا العدو الوحشي ومرتزقته وألا يحسنوا الظن بالوعود الكاذبة التي يطلقها الجولاني والغرب وأن يتجنبوا الرؤية السطحية في مواجهة العدو الذي غزا أرضنا ومنازلنا بقوة السلاح وفرض الحرب على أهل الغيرة، فما هو إلا لإعطاء هذا العدو المحتل ومرتزقته الوقت للقيام بمزيد من الاعتداءات.
انخرط الجولاني في مؤامرة كبيرة من خلال جرّ الناس إلى التلاعبات السياسية المشتركة للعلمانيين وإغلاق أبواب الجهاد، فلا يمكن إحباط هذه المؤامرة إلا بتوحيد كل أبناء الدعوة والمجاهدين والثوار والأحرار وفتح أبواب الجهاد والنضال.
سوف تنتهي تهديدات إسرائيل هكذا وليس بالتطبيع والمداهنة وإظهار الضعف والذل في مواجهتها.
الكاتب: عز الدين القسام