
غدر الجولاني بالمجاهدين في معارك صحنايا مع أتباع الهجري
حصد الجولاني ثمار 14 عاماً من الثورة والجهاد للجماعات السورية المختلفة والمهاجرة ضد الحكم العلماني في سوريا ووفقا للسيناريو الذي رتبته أجهزة المخابرات الغربية للجولاني عبر القناة التركية.
يبدو أن هذا الأمر أصبح قاعدة ثابتة لدى الجولاني، لأن أحد المجاهدين يوضح في صوتية أنه عندما دارت الحرب مع أتباع الهجري في الساحات من الفجر إلى الظهر كانت قوات الجولاني غائبة عن المشهد ولم تدخل هذه القوات الحرب مع الدروز الذين يتبعون الهجري، ولكن قوات الجولاني بعد الظهر دخلت الساحات على الفور عندما حان وقت قطف ثمار المعارك.
وإن دققنا النظر في الأمر فهم لم يحصدوا الثمار لأنفسهم ولكنهم سلموا الثمار إلى مرتزقة إسرائيل عبر الاتفاق الذي جرى مع هؤلاء الخونة، كما سلموا ثمار 14 عاما من الثورة والجهاد والكثير من القتل والتهجير والدمار إلى إسرائيل والولايات المتحدة والدول الغربية. إن الشعب السوري غير الرئيس فحسب ولكنهم حكمّوا جماعة من المنافقين وسلطوا نظاما علمانيا يفوق نظام بشار الأسد ويعتمد على الغرب.
استفاد الجميع من الثورة في سوريا ما عدا الشعب السوري المؤمن بالدعوة والجهاد. كسبت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل مصالح استراتيجية. أما أردوغان فهو أخذ الورقة الرابحة الأهم من المعارضة بإعادة اللاجئين السوريين إلى الوطن، كما أنقذت الولايات المتحدة وإسرائيل الأسد المجرم وأغلقت طرق التمويل والإغاثة لحزب الله اللبناني والجهاد الإسلامي وحماس الفلسطينية وغيرها من خلال حرية العمل في سوريا بعد سقوط الأسد.
هذا ما جلبته جماعة من المنافقين للمؤمنين بشعارات قومية مع التركيز على الهوية العرقية والقومية وتجاهل الهوية الأيديولوجية للمؤمنين في سوريا.
فيسمح للمراقب أو أي شخص يدعم نظام بشار الأسد ورأى الحريات لمن يبحث عن القيم الغربية في سوريا أن يسأل الحكومة الجديدة ما دعاكم إلى الحرب ضد نظام بشار الأسد العلماني والشبيحة إذ يجمع الوطن الناس مسلماً كان أو كافراً تحت مظلة القوانين العلمانية؟
لقد طفا الجولاني على السطح لحماية مصالح الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل في سوريا، وأنتم أيها المجاهدون يجب أن تقرروا بأنفسكم ما تحمونه وما الذي قاتلتم من أجله.
يجب ألا نسمح للجولاني بتقديم ثمار الثورة والجهاد السوري للغرب وإسرائيل وفرض الأردن أو مصر أو تركيا الجديدة على المسلمين في سوريا.
الكاتب: عز الدين القسام