
إطلاق سراح السجناء من سجون الجولاني أهم من تدمير الملاهي الليلة
عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : فُكُّوا العانِيَ، يَعْنِي: الأسِيرَ، وأَطْعِمُوا الجائِعَ، وعُودُوا المَرِيضَ. (البخاري 3046)
إن إطلاق سراح الأسرى المسلمين يشبه الأذان في رأي أهل السنة والجماعة وإذا قامت مجموعة من المسلمين بهذا الواجب وأطلقت سراح هؤلاء السجناء، فيعفى المسلمون الآخرون ولكن إذا لم يحاول أحد أن يحررهم، فإن جميع المسلمين مذنبون.
قال ابن بطال فكاك الأسير واجب على الكفاية وبه قال الجمهور(فتح الباري)
كما يقول ابن بطل في شرحه للبخاري: فكاك الأسير فرض على الكفاية ؛ لقوله ( صلى الله عليه وسلم ): فكوا العاني . وعلى هذا كافة العلماء؛… وروى أشهب وابن نافع عن مالك أنه سئل : أواجب على المسلمين افتداء من أسر منهم ؟ قال: نعم ، أليس واجب عليهم أن يقاتلوا حتى يستنقذهم ، فكيف لا يفدونهم بأموالهم ؟( شرح ابن بطال)
وأيضا يقول في تفاصيل الحديث أعلاه في “التيسير: أي اعتقوا الأسير من أيدي العدو بمال أو غيره فإنه فرض كفاية (التيسير بشرح الجامع الصغير)
ثم يقول في صهیل الجیاد نقلاً عن ابن حجر رحمه الله : قال ابن حجر : قال أهل العلم : لو أسر أسير مسلم وجب استنقاذه ولو أتى على جميع أموال المسلمين فإذا لم يوجد المال تعين الجهاد ا.هـ(صهيل الجياد في شرح كتاب الجهاد من بلوغ المرام للإمام إبن حجر)
وفي نفس الكتاب ينقل الإجماع نقلاً عن الإمام القرطبي ويقول: ونقل القرطبي وطائفة من أهل العلم الإجماع على وجوب فكاك الأسير.
كما ورد في الكتاب الفقهي للإمام السرخسي رحمه الله : : فَإِنَّ مَنْ وَقَعَ أَسِيرًا فِي يَدِ أَهْلِ الْحَرْبِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَقَصَدُوا قَتْلَهُ يُفْتَرَضُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَعْلَمُ بِحَالِهِ أَنْ يَفْدِيَهُ بِمَالِهِ إنْ قَدَرَ عَلَى ذَلِكَ وَإِلَّا أَخْبَرَ بِهِ غَيْرَهُ مِمَّنْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَإِذَا قَامَ بِهِ الْبَعْضُ سَقَطَ عَنْ الْبَاقِينَ بِحُصُولِ الْمَقْصُودِ(المبسوط للسرخسي كتاب الكسب)
كما يقول في تفسير القرطبي: : وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال … قال مالك: واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم (تفسیر القرطبي)
أيها المجاهد، يجب أن تسعى في الإفراج عن الأسرى في سجون الجولاني الذي يشكل المجاهدون معظمهم ويودعون السجن من أجل دين الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما تشعر بالمسؤولية عن تدمير الملاهي الليلة.
قد تعرفون أو لا تعرفون ولكن إطلاق سراح هؤلاء المجاهدين أهم من تدمير الملاهي أو غيرها من الأماكن التي ترتكب فيها المعاصي.
حذار أيها المجاهد من التقاعس لمساعدتهم وتحريرهم، لأن الأسرى من أهل الدعوة والجهاد إذا دعا فدعاؤه يسبب الدمار والهزيمة.
اللهم تقبل من المجاهدين المصلحين وأعنهم على إخراج المجاهدين والمشايخ وطلبة العلم من سجون إدلب..
الكاتب: أبواسامة الشامي