
الجولاني الذي أكل صنه
الجولاني الذي يعترف بأنه كان على اتصال مع المخابرات والحكومة السورية منذ بداية الثورة وقاتل بشكل مشترك ضد الجماعات التي تسميها تركيا وشركاؤها بالإرهابيين، فهو لم يقاتل قط من أجل الحكومة الإسلامية وتحكيم الشريعة وإذا كان قد ردد شعارات تتماشى مع تشكيل الإمارة الإسلامية وتطبيق الشريعة، فكان ذلك مجرد شعار يهدف إلى بناء صنم وهمي لخداع الرأي العام وجنوده.
إذن كان لهذه الآلهة الخيالية للجولاني تاريخ لانتهاء الصلاحية.
حارب الجولاني عبر هذا الصنم الوهمي الذي صنعه من شريعة الله، جماعات مختلفة اتهمها برفض الامتثال للشريعة والميل إلى تحكيم العلمانية، كما حارب الجولاني تنظيم الدولة (داعش) لكونهم خوارج وهو مصطلح ديني. ولكن ماذا كانت النتيجة؟
جمع الجولاني الكثير من الشباب المندفعين وتاجر بهم في سبيل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وقضى مع هؤلاء الناس على الجماعات المنافسة أو أضعفها، ما جعلت هذه الجماعات تعلن حلها مثلما فعل تنظيم حراس الدين ونحت أخيرا من نفسه صنماً عندما رفض إعلان إقامة الحكومة الإسلامية ورفض تحكيم شريعة الله والمصادقة على الدستور العربي السوري الذي كانت الشريعة أحدى مصادر التشريع وليست المرجع الوحيد.
كان الجولاني الذي تحكم عليها تركيا والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل، يفكر منذ البداية في تحكيم قانون يسترضي به أسياده وعملاءهم مثل قوات الهجري الدرزية ومرتزقة قوات سوريا الديمقراطية وغيرها ولم يكن يريد أن يكسب رضا الله ويسترضي المؤمنين الذين بذلوا الكثير لإقامة الحكومة الإسلامية وتحكيم الشريعة.
لقد أكل الجولاني آلهته القديمة والآن ابتكر صنما جديدا على شكل الدستور للشعب السوري والذي ينبغي أن لا يؤكل بل يجب تدميره بعد التحرير الكامل لسوريا من المحتلين الأجانب ومرتزقتهم مثل هبل بعد إقامة الحكومة الإسلامية.
الکاتب: أبو عمر الأردني