
سقط نظام الجولاني في الدرك الأسفل من العار
عندما ينصح الآباء أطفالهم بالانتباه لكي لا يتعرضوا لحادث ما، فهذا لا يدلّ على التكهنات ولكنه إجراء وقائي من الأب. تكون جميع التعليمات الطبية والهندسية وما إلى ذلك على هذا القرار.
لقد أنزلت شريعة الله من أجل إصلاح حياة الإنسان وتجنب الخطيئة ومنع الانحراف والعلاج في حالة حدوث الجريمة.
لذلك عندما رأى البعض في بداية مسيرة الجولاني وخيانته لأبي بكر البغدادي ثم للدكتور أيمن الظواهري وكشف انحرافه للخبراء في قضية الثورة والجهاد أن الجولاني يقاتل في سبيل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل وليس في سبيل الله لم يكن هذا الكلام تكهنا، بل كان توقعاً لمن كانت لديه المعرفة والخبرة بالأمور.
وجه بعض الوجهاء في إدلب مثل الشيخ عبد الرزاق المهدي رسالة إلى قيادة هيئة تحرير الشام والمجلس الأعلى للفتوى ومجلس القضاء الأعلى في إدلب وكشفوا عن سجن طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات تدعى “بيان” وأخواتها وأقرانها في الزنزانة وهذا إضافة إلى حملة توعوية أطلقها إخواننا في حراس الدين وبعض الشيوخ مثل أبي محمد المقدسي وهاني السباعي وطارق عبد الحليم وغيرهم حيث قال الوجهاء في إدلب في هذه الرسالة الموجهة:
” أخرجوا الأطفال من أقبية السجن. … هل هذه ثورة ؟؟ هل هذا جهاد؟؟
أسألك بالله عز وجل المنتقم بأي حق تسجن الأطفال؟ هل وجدته في كتاب الله سبحانه وتعالى؟ أم قاله فقهاء الإسلام: ابن المسیاب والنخعي وأبو حنيفة والثوري ومالك والأوزاعي والليث والشافعي وأحمد وإسحاق ؟”
يمكن التحقق من هذا التنبؤ للأشخاص الأقل ذكاء اليوم إذ يمكن لهم أن يروا انحراف الثورة والجهاد وأن علاقة الجولاني بالولايات المتحدة والغرب وإسرائيل تزداد كل يوم. وضوحاً.
من فضائح الجولاني الجلية والمؤكدة هي قبول مطالب الولايات المتحدة ووعودها برفع العقوبات، والتي سأذكر القليل منها:
– شكلت سوريا لجنة لمراقبة نشاطات المجموعات الفلسطينية في البلاد وتسعى إلى توسيع المفاوضات.
– تحاول سوريا التوصل إلى تفاهمات متبادلة مع الولايات المتحدة حول القضايا الساخنة.
– أكدت سوريا أنها لن تشكل تهديدا لأي طرف بما في ذلك إسرائيل.
– كما تمت مناقشة وجود المقاتلين الأجانب في الجيش والحاجة إلى المناقشات الأخرى ولكن تم تعليق إصدار الرتب العسكرية لهم في الوقت الراهن.
سيفقد الجولاني بالتأكيد بهذه الفضيحة ثقة المجاهدين المخلصين، لأنهم يرون ما يحدث، وهذا لا يتلاءم مع طبيعة المجاهدين وطريقة الجهاد والمعتقدات والغيرة.
سوف يتحول الجولاني في النهاية إلى أردوغان والملك عبد الله والسيسي آخر في سوريا إذا ابتعد المجاهدون عنه وهذا إن لم ينتهي الأمر بالجولاني كما جرى لمرسي في مصر إلى السجن والقتل حيث يسجنه الشبيحة الذين مكنهم الجولاني في سوريا ثم يقتلونه، أو إذا لم ينتهي الأمر به كما جرى للغنوشي في تونس إلى السجن والذي عمل بجد لصالح العلمانيين والماسونيين الأجانب وحارب المؤمنين.
لم يقاتل المؤمنون المهاجرون والأنصار لتسليم سوريا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل. فإنهم سوف يقاتلون اللصوص وبائعي الجهاد والثورة.
الكاتب: أبو أسامة الشامي