
یا أنصار الجولاني: العزة لا تتماشى مع الولايات المتحدة والغرب
الله سبحانه وتعالى ينصر المؤمنين بطريقتين ويقول: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (الأنفال:62)
ويأمر المؤمنين: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ (الأنفال:60)
وقال عقبة بن عامر أيضا: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو علَى المِنْبَرِ يقولُ: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ، أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ.( صحيح مسلم1917)
والسير في هذا الاتجاه يساوي العزة و” يقول الله سبحانه وتعالى: إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ” وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (المنافقون:8)
يسارع المنافقون إلى الانضمام إلى الكفار ويبحثون عن الكرامة في التحالف مع الكفار لمواجهة هذا الطريق الصحيح، كما يقول الله :
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ (المائدة:52)
الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (النساء:139)
هذه الآيات بالإضافة إلى عشرات الآيات والأحاديث الأخرى التي يحاول البعض ترجيح فكرهم التطبيعي على النص. يقول الدكتور طارق عبد الحليم:
الخصم يرجح العقل على النص ويجعل العقل في فهم المصلحة وراء الأفعال المستقلة وبالتالي يتجاوز النص بالعديد من الادعاءات المزيفة… وهذا يرجع إلى ضعف أو عدم الإيمان بحرمة النص والسلطة المطلقة للوحي للخصم وجهل المصلحة الحقيقية في تنفيذ الحكم الشرعي.
وإن خيل للجولاني وأنصاره أنهم سيدخلون تحالفاً مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والنظام الدولي العلماني عبر إقامة حكم ليبرالي وغير مستقل، ثم دعمهم للإسلام دعماً تدريجيا من داخل هذا النظام،أطلاق اسم السياسة الشرعية علليه، فهو لا شك نفاق قديم قذر كشفه القرآن والأحاديث الصحيحة.
ترى الفطرة السلمية وأي جماعة من المثقفين أن أسس الولايات المتحدة والغرب العلماني:
– تقوم على العلمانية ومعارضة تحكيم شريعة الله
– كما أنهم من كبار المؤيدين للنظام الصهيوني
– وهم يقاتلون المؤمنين المجاهدين في مختلف الأراضي الإسلامية لسنوات عديدة.
– لديهم سجل مظلم في التعامل مع الأحرار وأيديهم ملطخة بدماء ملايين المسلمين.
يلجأ الجولاني إليهم بتحفز ولم يوفر أسباب تأييد الإسلام والمؤمنين.
إن الطريق الذي يسير فيه الجولاني هو الطريق الذي تسير فيه جماعة المنافقين عبر التاريخ من أجل تأليب الكفار على المؤمنين وهو ليس أمراً جديداً فلن يكون المؤمنون أعزاء إذا تحركوا في هذا الاتجاه.
الكاتب: أبو سعد الحمصي