
مستقبل السوريین في عهد الجولاني یشبه إدلب
إذا لا يحق لسوريا تحت حكم الجولاني أن تمتلك الأسلحة الاستراتيجية وفقاً للاتفاقيات الدولية ولا يمكن لسوريا تطوير الأسلحة الهجومية والدفاعية ما لم تبدي هذه الدول وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل رضاها عن ذلك، فنحن نواجه حالة من السيادة تشبه إدلب إلى حد كبير.
فإن الخيار الأفضل لأهل السنة السوريين في مثل هذه الحكومة هو الحفاظ على أسلحتهم وقدراتهم العسكرية الفردية وتنظيم وإعادة بناء تحالفات كبيرة لمواجهة أي احتمال خلافا لرغبات حكومة دمشق.
فلا شك أنه تستطيع حكومة دمشق أن تتخذ خطوات بهذا القدر وتزيد عدد القوات المقاتلة وستبقى على مستوى جماعة هيئة تحرير الشام التي تمثل جماعة كبرى ولكنها تحمل عنوان السيادة.
وأما أهل الشام، فيكفي أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تَزَالُ طَائِفَةٌ من أُمَّتي ظَاهِرِينَ على الناسِ، يرفعُ اللهُ قُلوبَ أقوامٍ يُقَاتِلونَهُمْ، و يَرْزُقُهُمْ اللهُ مِنْهُمْ، حتى يأتيَ أَمْرُ اللهِ عزَّ و جلَّ و هُمْ على ذلكَ، ألا إِنَّ عُقْرَ دَارِ المؤمنينَ الشَّامُ، و الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيها الخَيْرُ إلى يومِ القيامةِ (الألباني، السلسلة الصحيحة 1961)
وعلى هذا الأساس قال عز الدين بن عبد السلام وشيخ الإسلام ابن تيمية : أرض الشام أرض رباط وثغر وجهاد إلى يوم القيامة.
في مثل هذه الظروف التي أصابت بلاد الشام يجب على الناس حيازة السلاح والبدء في تخزين الذخيرة، لأن عقوبات المستعمرين المفروضة لا يمكن أن تمنع حدوث ذلك وذلك وفقا للأحاديث ووما قاله السلف الصالح ولأننا نعيش الظروف التي فرضها المستعمرون الأجانب والقوى الإقليمية على الشعب السوري عبر قناة الجولاني.
إذا أعيدت السيادة إلى شريعة الله والشعب وانقطعت عنها أيدي المستعمرين الغربيين والقوى الإقليمية وحصلت سوريا على الاستقلال والحرية، فإن سلاح الشعب يضمن المستقبل وإذا استمرت الظروف الهشة السائدة، حيث يحتمل حدوث الاضطرابات أو فتح أبواب الجهاد ضد المحتلين الأجانب ومرتزقتهم، ففي مثل هذه الظروف يكون السلاح هو الرادع الوحيد ضد أعداء الله ويحمينا أمام الأعداء ويصون حماة الدين المؤمنين وأرواحهم وكرامتهم وأموالهم ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ (الأنفال:60)
لقد أدرك هؤلاء الدروز الصهاينة والنصرية والقوات المرتزقة لقوات سوريا الديمقراطية ومجموعات من البدو السنة فاحتفظوا بأسلحتهم. ولا بد من أن لا يثق أهل السنة الآخرون بجماعة هيئة تحرير الشام التي هي عميلة ولو أطلقت هذه الجماعة على نفسها اسم الدولة والسيادة، لأن سوريا سوف تكون مثيلة لأدلب في أحسن الظروف.
الكاتب: أبو أسامة الشامي