أهل السنة السوريون والتجرؤ على مواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل وعملائهم

أهل السنة السوريون والتجرؤ على مواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل وعملائهم

وفيما يتعلق بالجماعات المختلفة التي تحالفت مع الجولاني ثم انحلت اليوم دون أن تتحقق أهداف الجهاد، فنستطيع أن نلوم الذين ارتكبوا أخطاء كبيرة عندما تمسكوا بمبررات ووسائل غير شرعية ولكن اللوم عليها لم يعد يفيدنا.
إن توجيه النقد إلى النفس وتصحيح الأخطاء ثم العثور على الحل الصحيح هو طريقة ملائمة للمضي قدما بعيداً عن أخطاء الماضي وهذا يختلف تماماً عن اللوم والتذمر والنقد غير اللائق.
إن حلّ الجماعات الجهادية المختلفة وانضمام عدد كبير منها إلى الجيش الذي يقوده الجولاني يعتبر ضياعاً لفرصة إعادة تنظيم أهل الدعوة والجهاد وهو أمر خطير يوجه ضربة قاضية للجهاد وإقامة الحكومة الإسلامية في سوريا ويضر القضية الفلسطينية حيث يتحول المجاهد جنديا مثل جنود الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة وآل سعود وغيرهم من صهاينة العرب إذ يحمون المصالح الأمريكية والغربية ويحرسون إسرائيل.
نحن نجد أن النصرية في الساحل والدروز في السويداء والأكراد العلمانيين وقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا احتفظوا بقواتهم ولم يسلموا أسلحتهم. فلا ينبغي انضمام أهل السنة إلى مثل هذه الحكومة التي لم تف بأي وعد من وعودها الجهادية.ففي الخطوة الأولى يجب على أهل السنة أن يظهروا ردود فعلهم المتماسكة قبل أن يتمكن الأعداء من قيادة أهل السنة إلى حضن تنظيم داعش أو جماعات مماثله له ومن ثم القضاء عليهم بأي طريقة متاحة بدعم دولي .
إن رد الفعل الحكيم والمدروس لأهل لسنة والتحالف مع جميع القوى المعارضة للولايات المتحدة وإسرائيل وعملائهم مهم للغاية وسيكون له تأثير مباشر على مصيرهم في المستقبل ومصير حكومة الجولاني الوظيفية..
لا شك في أن إعادة تنظيم المجاهدين وتجنب الانقسام والاقتتال وتجاهل أخطاء الماضي وتصويب فوهة السلاح نحو الولايات المتحدة وشركائها المحليين والأجانب في سوريا، قد يكلفنا خسائر بشرية ومادية مثل جهاد أهل السنة في بلاد الشام الذي دام عقودا من الزمن ضد الحكم العلماني للبعثيين. لكن هذه الخسائر أقل بكثير من انحراف المجتمع وسيطرة مرتزقة العلمانيين على الحكم الذي يمكن أن يستغرق لعقود من الزمن نظراً إلى تعزيز قواعد حكمهم بدعم من الولايات المتحدة وشركائها الدوليين والإقليميين وكذلك تحالفهم مع العلمانيين من النصيرية والدروز وقوات سوريا الديمقراطية ما يمكن أن يدمر أجيالاً ويقضي على ما حاول الجهاد في سوريا تحقيقه خلال هذه السنوات من الكفاح والجهاد والتضحية كما نشاهده اليوم لدى طواغيت آل سعود والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن ومحمود عباس.
إن الجرأة التي تنشأ من الوعي والسير على طريق الدعوة والجهاد من خلال تجنب أخطاء الماضي هي المسار الوحيد الذي يجب أن يسلكه المسلمون المهاجرين والأنصار في سوريا والانجرار وراء الألعاب السياسية والحركات السلمية التي تحدد نفسها في إطار القوانين العلمانية والدولية يعني تعلق الآمال بالأوهام التي يثمل بعض المهزومين فيها منذ ما يقرب من قرن من الزمان حيث يرتكبون نفس الأخطاء ويتحولون من هزيمة إلى أخرى ليتمكن منهم الكفار والمحتلون والعملاء في نهاية المطاف.
إذا لم يتمكن أهل السنة والجماعة من اتباع هذا الطريق الصحيح عبر التسميك بالمنهج الإسلامي، فإن الآخرين يقودونهم إلى ما يريدون ويعززون قيودهم عليهم مرة أخرى عبر توظيف العملاء أو تمكين بعض الجماعات مثل داعش والجماعات الإرهابية الأخرى منهم

الكاتب: أبو عامر (خالد الحَمَوي)

  • Related Posts

    لماذا يسجن أهل السنة في سوريا الجديدة تعسفياً؟

    لماذا يسجن أهل السنة في سوريا الجديدة تعسفياً؟ يعني مصطلح السجن التعسفي أنه لا يسجن الأفراد وفقاً للعدالة الإسلامية أو الدستور الذي يحكم المجتمع، بل إنهم يُسجنون أو يُفرج عنهم…

    أحمد الشرع أو الجولاني: من الموصل إلى القصر الرئاسي… مشروع بريطاني لوأد الجهاد ضد الكفار

    أحمد الشرع أو الجولاني: من الموصل إلى القصر الرئاسي… مشروع بريطاني لوأد الجهاد ضد الكفار تروى هذه الحكاية بالكلمات الخاصة بهم بصراحة ودون استحياء يوضح السفير الأمريكي السابق في دمشق…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    You Missed

    أهل السنة السوريون والتجرؤ على مواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل وعملائهم

    • من abuaamer
    • مايو 27, 2025
    • 13 views
    أهل السنة السوريون والتجرؤ على مواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل وعملائهم

    لماذا يسجن أهل السنة في سوريا الجديدة تعسفياً؟

    لماذا يسجن أهل السنة في سوريا الجديدة تعسفياً؟

    أحمد الشرع أو الجولاني: من الموصل إلى القصر الرئاسي… مشروع بريطاني لوأد الجهاد ضد الكفار

    أحمد الشرع أو الجولاني: من الموصل إلى القصر الرئاسي… مشروع بريطاني لوأد الجهاد ضد الكفار

    علمنا الجولاني درساً عظيماً يجب أن يُنقر في قلب كل مؤمن

    علمنا الجولاني درساً عظيماً يجب أن يُنقر في قلب كل مؤمن

    الرئيس التركي أردوغان يقيم جسراً بين الجولاني وإسرائيل بعد الإمارات العربية المتحدة

    الرئيس التركي أردوغان يقيم جسراً بين الجولاني وإسرائيل بعد الإمارات العربية المتحدة

    أبو محمد الجولاني – على منبر نصرة الشام: “فلیس هناك أيّ ثقة في هؤلاء الحكام العرب، ولا حكام الخليج!

    أبو محمد الجولاني – على منبر نصرة الشام: “فلیس هناك أيّ ثقة في هؤلاء الحكام العرب، ولا حكام الخليج!