
الجولاني وخيانة أعراض أهل السنة في مخيم الهول
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي ترامب وعد الجولاني برفع العقوبات وطلب منه أن يتولى إدارة سجن الهول والسجون الأخرى التي اعتقل فيها رجال وعائلات أهل السنة الداعمين للدولة، إلا أننا نرى أنه يتم تسليم مئات العائلات من أهل السنة للمرتدين والطواغيت في المنطقة من حين لآخر وكلنا نعرف مصير هؤلاء النساء والأخوات من أهل السنة لدى هؤلاء الطواغيت.
كان من المتوقع عندما زار وفد من حكومة الجولاني مخيم الهول في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، أن يشعر الجولاني وجماعته بالمسؤولية بطريقتين:
1. أن يكونوا غيورين وألا يسمحوا بتسليم هؤلاء الأخوات المسلمات إلى مرتدي المنطقة، اللواتي تعرضن لجميع ألوان الاغتصاب حيث يتم إعدامهن خاصة في العراق، لأن التفسير الخاطئ لتنظيم الدولة لا يتسبب في سقوط هؤلاء النساء والفتيات السنيات من كونهن مسلمات. فهن أخوات كافة المسلمين.
أما الجولاني وأتباعه فهم أظهرا أنهم لا يهتمون بالغيرة الإسلامية. أرسل المعتصم المعتزلي جيشا لإنقاذ أخت مسلمة، واستشهد الآلاف من المؤمنين الغيورين من أجل إنقاذها. ولكن الجولاني وجماعته لم يواجهوا هذه الجريمة التاريخية ولو بكلمة واحدة، بل ساهموا في جريمة هؤلاء الطواغيت والكفار المحتلين الأجانب.
2. كان من المتوقع أن يعتني أتباع الجولاني بهذه العوائل ويمهدوا الأرضية لتصحيح فهم هؤلاء المسلمين للعديد من القضايا الدينية وأن يفكر العلماء الذين كانوا على دراية بالطريقة الإسلامية الصحيحة في طريقة لإصلاح سكان المخيم وتوجيههم وتنظيم شؤونهم.
بما أن أتباع الجولاني هم أدوات يتلاعب بها الأعداء الأجانب وحلفاء الطواغيت وليست لديهم قدرة لفعل أي شيء، فهم لم يشعروا بالمسؤولية ولم يفتحوا المجال أمام العلماء ليكونوا مجرد متفرجين على الإبادة الكارثية لهؤلاء النساء والفتيات والشباب الذين تحولوا إلى ضحايا لإهمال العديد من العلماء وخيانة أمثال الجولاني.
هذا هو رد الجولاني على هؤلاء السجناء والرجال والأطفال والفتيان والشباب الذين كان هو نفسه في يوم من الأيام واحداً منهم إذ كان جندياً من جنود أبي بكر البغدادي الذي خانه ثم تم تسليمه إلى أجهزة التجسس التركية والأمريكية والبريطانية.
هناك نقطة مهمة لا تسمعها إلا من مناصري تنظيم الدولة وهي ذكر هذه المأساة: يحبّ مناصرو تنظيم الدولة أن يأسرهم المرتدون من قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة ولا يحلو لهم أن يأسرهم الجولاني الذي تدعمه الولايات المتحدة وتركيا وإسرائيل لأن الجميع رأوا مدى قسوة الجولاني حيث لم يرحم أعراض أهل السنة وشهد بذلك برميل الشام المحيسني.
هل يُسمح لنا أن نتوقع من هذا التيار أن يدعم أعراض أهل السنة في مخيم الهول وغزة أم يجب أن نتوقع خيانته؟
الكاتب: صلاح الدين الأيوبي (أبو محمد العفريني الكردي)