
السياسة الثابتة والجذرية الأمريكية عن حكومة الجولاني والحكومات المماثلة التي تحكم على المسلمين )۲(
أطياف إيديولوجية
ينقسم العالم الإسلامي إلى أربع جبهات إيديولوجية: التشدد والتقلييد والحداثة والعلمانية. تشمل كل فئة على فروع تخفي الفروق بين المجموعات الرئيسية ويهم للقادة الغربيين أن يدركوا الفروق بين المجوعات أو في داخلها.
يرفض المتشددون القيم الديمقراطية والثقافة الغربية. هؤلاء يحتاجون إلى سلطة مستبدة وملتزمة تفرض القوانين الإسلامية والقيود الأخلاقية المتشددة فهم مستعدون للتمتع بالتقنيات الحديثة ولكنهم يرفضون منع التشدد الجهادي.
هناك جهتان في التيار المتشدد: الأولى التي تقوم على التوحيد وتنتشر لدى المؤسسات الدينية ما يشير إلى المتشددين الذين يميلون إلى الكتاب المقدس. تشمل هذه الفئة على قسم كبير من الثوار الإيرانيين والوهابيين السعوديين وكابلان في تركيا.
أما الأصوليون المتشددون فهم يوجهون اهتمامهم إلى جوهرة الإسلام بشكل أقل إذ ينتجون من الأصول العقدية الجذرية الإسلامية حريات كبيرة واعين كانوا أو غير واعين. ينتمي تنظيم القاعدة وطالبان أفغانستان وحزب التحرير وكثير من الحركات والمجموعات المتشددة الإسلامية المتبعثرة في أنحاء العالم إلى هذا القسم.
إن التقلييدين يحاولون إقامة مجتمع محافظ. هم يشككون في العالم الحديث والاختراعات والتقدم. إنهم ينقسمون إلى قسمين. لإن الفروق تكون ملحوظة.
يلتزم التقلييدون المحافظون بتنفيذ القوانين والطقوس الإسلامية بمعنى الكلمة. هم يعتبرون دور الحكومة أو السلطة السياسية مشجعاً أو ممهداً لهذا الأمر ولكنهم لا يؤيدون العنف والإرهاب ويركزون جهودهم على الحياة اليومية للمجتمع.
هؤلاء يهدفون إلى الاحتفاظ بالقوانين والقيم والسلوك التقلييدي إلى حيث يتاح لهم. هم يقفون موقف رفض الاختراعات ويعتبرون الوساوس وسرعة الحياة الحديثة تهديداً خطيراً.
يرى التقلييديون الإصلاحيون أن الإسلام يجب أن يدعم بعض الامتيازات في استخدام الأصول والعقائد لكي يبقى ثابتاً ولافتاً في كل الأزمنة. هم يستعدون لمناقشة الإصلاحات والتفاسير الجديدة. هم يقفون موقفاً حذراً من التغيير ويقدمون بعض التنازلات في القانون للاحتفاظ بروحه.
تريد الحداثة الليبرالية أن ترى العالم الإسلامي قسماً من التنظيم الحديث العلماني العالمي ويسعون لتغيير الإسلام ليواكب الفترة الحديثة جاهدين إلى تغيير جذري في فهم الإسلام والعمل التقلييدي. هؤلاء يريدون نبذ التقاليد المحلية والإقليمية التي تتشابك مع الإسلام منذ قرون.
كما يعتقد هؤلاء بالإسلام التاريخي أي أن الإسلام – كما ينفذ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم – يعكس الحقائق الأبدية والشروط التاريخية الملائمة لعهده والتي لم تعد تعتبر اليوم.
يرى هؤلاء أن جوهرة الإسلام لا تتلقى الخسائر فحسب بل إنه يتعزز عبر الإبداعات ولو حدث تغييرات ملحوظة على الحياة والظروف الاجتماعية وظروف الحياة والظروف التاريخية المتغيرة.
إن قيمهم الرئيسية تتلاءم أي أولويات الوعي الشخصي والاجتماعي الذي يقوم على المسؤوليات الاجتماعية والمساواة والحرية مع المبادئ الديمقراطية الحديثة والعلمانية.
يدعو العلمانيون العالم الإسلامي إلى قبول فصل المسجد من الحكومة ونقل الدين إلى الساحة الخاصة كما فعل الديمقراطيات الغربية.
كما يؤكد هؤلاء أن التقاليد الدينية يجب أن يكون متلائمة مع حقوق الإنسان. إن الذين يعتنقون فكرة أتاتورك في تركيا الذين يبسطون هيمنة الحكومة الشاملة على الشؤون الدينية يمثلون نموذجاً من الإسلام العلماني.
يجب اعتبار هذه المواقف كأقسام ذات توجه واحد بديلاً للأقسام المتراجعة. فلا يوجد حدّ بينها. هناك علاقات مشتركة كثيرة تربط التقلييديين بالمتشددين. إن أكثر التقلييدين حداثة هم قد يكونون حداثيين وإن أكثر الحداثيين تشدداً هم مثل العلمانيين.
وفي الوقت نفسه اتخذت هذه الفئات مواقف مختلفة عن الأمور الساخنة في العالم الإسلامي مقل الحريات السياسية والحريات الشخصية والتعليم ومكانة المرأة والحقوق والإصلاحات المشروعة والإبداع والموقف من الغرب.
الکاتب: أبوعامر (خالد الحَمَوي)