
العدو الرئيسي هو الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد أظهر اغتيال هاني جمعة الحمودة مرة أخرى أن تنظيم القاعدة في سوريا كان على الاتجاه المعاكس لتنظيم القاعدة الأم
شهدنا اغتيال بعض الأشخاص المنتمين إلى جماعة حراس الدين (فرع القاعدة في سوريا) في كثير من الأحيان سواء في عهد الجولاني في إدلب أو دمشق، وهو ما فسره البعض على أنه لمجرد انشقاقهم عن الجولاني ولكن الحادث الذي جرى في إدلب قبل أيام والذي نفذته الولايات المتحدة بثلاث هجمات منفصلة عبر استخدام طائرات مسيرة حيث استهدفت دراجتين ناريتين وسيارة في مدينتي أطمة والدانا، إذ اغتيل في هذه الهجمات خمسة من أعضاء جماعة حراس الدين السابقين وكان من بين القتلى الموظف في وزارة الدفاع السورية في عهد الجولاني هاني جمعة الحمودة، ما أظهر للمثقفين أن تنظيم القاعدة في سوريا خالف تنظيم القاعدة الأم.
رفع تنظيم القاعدة الأم منذ تأسيسه على يد الشيخ أسامة بن لادن، راية الجهاد ضد الولايات المتحدة باعتبارها العدو الرئيسي ورأس الأفعى وتجنب أي نوع من الاقتتال الداخلي في الأراضي الإسلامية، كما أن كلام أمير القاعدة في شبه الجزيرة العربية سعد بن عاطف العولقي أعاد إحياء الراية نفسها وأكد على الاعتراف الديني بالأعداء والتصنيف الديني للأعداء ودعا المؤمنين في العالم بشكل عام إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة ومسلمي سوريا بشكا خاص إلى الجهاد ضد إسرائيل ومساعدة أهل غزة.
تعرف تنظيم القاعدة في سوريا إلى سياسات آل سعود وقطر وتركيا منذ بداية خيانة الجولاني لأبي بكر البغدادي وأيمن الظواهري ولكنها سلمت شؤونها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الجولاني وحولت بالفعل راية الجهاد ضد الولايات المتحدة وحلفائها إلى راية التحرك في اتجاه الولايات المتحدة وحلفائها.
لم ولا تكتفي الولايات المتحدة وحلفاؤها بهذا التغيير العملي في الموقف، بل إنهم قد يرضون بتغيير موقفهم العقدي والمنهجي وقد يرضيهم مقتل هؤلاء الأشخاص، لأن جماعة حراس الدين التي وصلت إلى طريق مسدود بعد تسليم دمشق للجولاني وشهدت اغتيال عناصرها بشكل يومي، أعلنت في بيان رسمي أن جهادها قد انتهى وحان الوقت لحلّ الجماعة.
وأكد مجموعة من أعضاء حراس الدين أنهم تم إصلاحهم للغاية فانضموا إلى الحكومة السورية الجديدة ولكنهم لم يدركوا أن الإصلاح والتغيير هو الذي تحددها الولايات المتحدة وشركاؤها وليس أمراً شخصياً، بل هو ما تعرّف به الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميين مثل تركيا وإسرائيل. هذا هو السبب في أن بعض الأشخاص مثل هاني جمعة الحمودة ليسوا إصلاحيين وتقدميين كما ينبغي، لذلك يجب إقصاؤهم.
وهذه هي نتيجة انحراف جماعة تزعم العمل بمنهج ولكنها تسلك طريقاً آخر وهذه الجماعة حولت راية الجهاد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما إلى راية التحرك وفقاً لمخططات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلس. فإن الأعداء هم الذين يحددون في نهاية المطاف صدقهم في انحرافهم وذلهم والخدمات التي يقدمونها رغم كل التنازلات التي قدموها وتعطيل الجهاد الذي قاموا به أم يجب أن يتم إقصاؤهم.
إخواني المجاهدين: العدو الرئيسي هو الولايات المتحدة وإسرائيل التي هي أمام أعينكم وفي مرمى نيرانكم. فتحت أبواب الجهاد والاستشهاد والجنة أمامكم. عليكم أن تنظروا إلى أهل غزة وإذلالكم في سوريا لتعرفوا إلى أين قادكم الوهن!
الكاتب: أبو أسامة الشامي