
معايير فرحتنا ودعمنا في قتال الكفار بعضهم البعض أو حرب الكفار على المسلمين أو قتال المسلمين بعضهم البعض
أصابت الحيرة العديد من المسلمين في هذه الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل وشككوا في فرحتهم بانتصار أي منهما وتفاجأوا عندما رأوا أن الشيخ أبي محمد المقدسي وأمثاله عبروا عن سعادتهم بالصواريخ الإيرانية التي أصابت الأراضي المحتلة.
المشكلة عند هذه الفئة من المسلمين أنه ليست لديهم معايير لكي يفرحوا إذا كانت هناك حرب بين الكفار المختلفين أو بين الكفار والمسلمين أو إذا كان المسلمون من المذاهب المختلفة يحاربون بعضهم البعض. من الذي يدعمونه في هذه الحالة إذا سمحت الشريعة بذلك؟
لقد تعلّم المؤمنون في مكة المعايير للتعرف إلى العدو قبل عشرات الأحكام الأخرى مثل الجهاد والزكاة والصيام والحجاب وتحريم الزنا والخمر وتفاعلوا مع الحرب بين الكفار الرومان وهم أهل الكتاب والكفار المجوس وهم من الذين يشبهون أهل الكتاب، الحرب التي وقعت على بعد آلاف كيلومترات.
فما هو المعيار؟ إنه درجة قرب كل منهم من الإسلام.
أي أنه بين هذين الكافرين الرئيسيين أيهما أقرب إلى الإسلام من الناحية الفكرية لكي يكون من الواجب أن نفرح بانتصاره وندعمه والله يرسل عونه لهذا الكافر.
ماذا يعني “من الواجب”؟ أي أن المؤمن لا يستطيع أن يقول ماذا يعنيني؟ كلاهما كافر وكلاهما ظالم أو أنا محايد لأنهما كافر وظالم وفاسد ومنحرف وهما ظلما المؤمنين. أريد أن يزول كلاهما او يقول: اللهم ادفع الظالمین بالظالمین و …
كلا، لا نجد هذه الحالة في المنهج الإسلامي. يجب أن تفرح بلا شك بانتصار الأقرب إلى المعتقدات الإسلامية سواء مع الأقرب إلى الإسلام أو مع من هو أبعد عن الإسلام فلا خيار ثالث.
قد ذكرت مصادر موثوقة للتفسير عند أهل السنة والجماعة عن تفسير الآيات الأولى من سورة الروم أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كَانَتْ فَارِس ظَاهِرَة عَلَى الرُّوم وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَر فَارِس عَلَى الرُّوم. وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَر الرُّوم عَلَى فَارِس لِأَنَّهُمْ أَهْل كِتَاب. وَهُمْ أَقْرَب إِلَى دِينهمْ.
كان الصحابة رضي الله عنهم أجمعين قد تدربوا بشكل صحيح في ذلك الوقت لدرجة أنهم استطاعوا بسهولة التمييز بين الكافرين أيهما أقرب إلى الإسلام فابتهجوا بانتصاره « وَیَوْمَئِذٍ یَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ » (الروم/4)
عرف هؤلاء المؤمنون أن الله يرضى بانتصار الأقرب إلى الإسلام ولو كان كافراً أو فاسداً أو ظالماً أو منحرفاً حيث ينصره الله: بِنَصْرِ اللَّهِ یَنصُرُ مَن یَشَاءُ (الروم/5)
إن الله يرضى بانتصار هذا الكافر الأقرب إلى الإسلام. هل يمكن للمؤمن السليم أن يكون محايدا؟ لا، بل إنه مجبر على أن يكون في جبهة يرضي الله بها.
واليوم تدور الحرب بين إيران وحماس والجهاد الإسلامي وهي الحرب الذي تدور بين المسلمين والكفار والمحتلين ويكون الدفاع عن الأراضي الإسلامية ومحاربة الكفار المحتلين واجباً لدى كل المذاهب الإسلامية كوجوب الصلاة والصيام ويجب أن يكون المسلم السليم سعيدا بانتصار كل مسلم على كل كافر.
الكاتب: أبو عمر الأردني