
وقفة قصيرة عن رد حماس على الهجمات الإسرائيلية -الأمريكية على إيران
منذ الثورة الإيرانية عام 1979 ومع الدعاية الإعلامية المكثفة التي مارستها الحكومات العربية الوظيفية ضد الدولة الثورية الإيرانية، تلاشت سمتان لأهل السنة والجماعة كمنفذي هذه الحرب النفسية: الأولى: الإنصاف والثانية: العدل
يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة/8)
إذا غضضنا الطرف عن هاتين السمتين أي الإنصاف والعدل، فإن أبواب جميع أنواع الشكوك والاتهامات والمبررات غير الدينية والأعذار وغيرها تنفتح أمامنا. فسوف يحاول الناس تفسير الحقائق كما يحلو لهم وبأي شكل من الأشكال وليس كما هي.
تتعلق إحدى هذه الحالات بالعلاقة بين حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني واتحاد الشافعيين والزيدية في اليمن والجماعات الأخرى التي تعرف باسم جبهة المقاومة مع إيران والتي يحاول البعض إخفاءها والتستر على واقع هذه الجبهة عن أهل السنة والجماعة.
ومن هذه الحقائق أن كل عضو في هذه الجبهة يتصرف بشكل مستقل، ما يعني أنه عندما يقدم وزير الحرب في الكيان الصهيوني يسرائيل كاتس وثائق مزورة عن علاقة إيران بإطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، ينفي مسؤولون من حماس وإيران على الفور هذه الاتهامات.
الحقيقة الأخرى هي أن حماس والأعضاء الآخرىن في جبهة المقاومة يلتزمون حقاً بالقضية الفلسطينية ويتحدون ويقفون موقفاً مشتركاً ضد العدو الأمريكي الصهيوني وهو موقف استراتيجي وأيديولوجي وأصولي وليس تكتيكياً مؤقتاً انتهازياً وهم مستعدون لدفع التكاليف على المستويات التنظيمية المختلفة لسير على هذا الدرب إضافة إلى تحمل الكثير من التكاليف المادية وتحمل الكثير من الحروب النفسية التي أطلقها الأعداء والأصدقاء الجهلة.
وهكذا ردت حركة الجهاد الإسلامي وحماس على هجمات الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على إيران وأعلنتا موقفهما بشكل حازم وقوي حيث أعلنتا:
1- الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني هما العدوان الرئيسيان للأمة والمشروع الصهيوني لا يقتصر على فلسطين فحسب، بل يستهدف المنطقة بأكملها والأمة الإسلامية كذلك وخاصة الحكومات والمجتمعات التي تقف ضد توسع كيان الاحتلال الصهيوني وتدعم المثل العليا للأمة الإسلامية خاصة القضية الفلسطينية.
2-تدفع إيران اليوم ثمناً باهظاً لمواقفها الثابتة الداعمة لفلسطين والمقاومة وكذلك لتمسكها بقرارها الوطني المستقل. يتطلب هذا الأمر من الأمة الإسلامية وقواتها الحية اتخاذ موقف موحد ومنسق ضد هذا العدوان الخطير لأن الكيان الصهيوني هو العدو الرئيسي للأمة والمعركة ضده معركة حاسمة تتطلب وحدة الصفوف وتضافر الجهود لحماية شعوبنا من جرائم هذا الكيان ومخططاته التوسعية.
3- تعلن حركة حماس تضامنها الكامل مع إيران وتؤكد ثقتها الراسخة في قدرة إيران على الدفاع عن سيادتها. يقول عزت الرشق: إن الرد الإيراني الحاسم أظهر أنه لن يمر أي بلطجة أو غطرسة أو عدوان دون رد. رسالة هذا الرد واضحة: أي عدوان سيكون له ثمن باهظ.
كانت إسرائيل والولايات المتحدة في إيران تفكران في إسقاط النظام وتقسيم إيران وفقاً لمشروع الشرق الأوسط الجديد ومنع المساعدات والإغاثات من المجاهدين الفلسطينيين. فلم تكن القضية النووية الإيرانية سوى ذريعة للتغطية على هذا الهدف، ولكنهما لم تحققا أياً من أهدافهما واستمرت حماس في الوقوف إلى جانب إيران أثناء الحرب وبعدها.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)