
هل خيانة الجولاني أعظم خيانه في التاريخ أم خيانة ابن العلقمي أعظم؟
التحليل التاريخي وفقاً لأدب أهل السنة ومن المنظور الصحفي
يعد الوزير الشيعي للخليفة العباسي أبن العلقمي شخصية رمزية تدلّ على الخيانة في الذاكرة التاريخية لدى أهل السنة، فهو الذي صافح المغول وخان وسلّم بغداد إليهم إذ قُتل الآلاف من العلماء والأحاديث والفقهاء والمسلمين الأبرياء وأُبيدَ العلم والحضارة الإسلامية. لم تؤد هذه الخيانة إلى سقوط الخلافة العباسية فحسب، بل بل تركت جروحاً في قلوب المسلمين حتى قرون متلاحقة.
ولكن اليوم وبعد مرور القرون على ذلك الحدث، يحلّ اسم آخر على كرسي العار:إنه أبو محمد الجولاني.
أصبح الجولاني الذي دخل الساحة يوماً وهو يرفع شعار ” الشام لن ترکع” و “جبهة النصرة” اليوم أداة أمنية لإسرائيل والولايات المتحدة. إن فتح ابن العلقمي قد فتح باب بغداد أمام هولاكو، فإن الجولاني قد فتح اليوم حدود بلاد الشام أمام الموساد.
ابن العلقمي والجولاني: الفروق والتشابهات:
دمر ابن العلقمي الخلافة وشوه الجولاني الدين في بلاد الشام.
تآمر ابن العلقمي مع العدو الأجنبي ووصف الجولاني العدو الأجنبي بأنه شريك أمني.
سلم ابن العلقمی بغداد وتنازل الجولاني عن الجولان ولم یطالب بها
خان ابن العلقمي سراً ورحّب الجولاني معتزاً بالصهاينة أمام وسائل الإعلام.
شنق ابن القمي العلما وسجن الجولاني مجاهدي أرض الشام والقادة الفلسطينيين.
إذا كان ابن العلقمي قد خان مرة واحدة فقط في حياته فحسب، فإن الجولاني في كل يوم يخطو خطوة تخدم مصالح أعداء الإسلام وتضرّ أهل السنة في كل قراراته.
بينما تتعرض إسرائيل لضغوط على عدة جبهات اليوم – من غزة إلى لبنان وإيران – لم يستلّ الجولاني سيفاً ليذود، بل يكمل الخريطة الأمنية الإسرائيلية في شمال سوريا.
لقد امتعض أهل السنة من خيانة ابن العلقمي لقرون ولكنهم إذا لم يعرفوا الجولاني ولم يفضحوه في هذا العصر، فإن صمتهم يؤيد أعظم خيانة في عصرنا.
التاريخ هو قاض حيادي ولكن الحكم جلي حتي الآن: الجولاني هو ابن العلقمي في عصرنا ولكنه يلبس زي أهل السنة
هل تستيقظ الأمة؟
أم إننا سوف نرى السقوط مرة أخرى، كما جرى في بغداد؟
الکاتب: ابن تیمیه