
ضرورة الجهاد ضد المحتلين الصهاينة ومساعدة أهل غزة ووجوب اجتناب القضايا الفقهية
بما أن المذهب العلماني يقوم على فصل الشؤون الحكومية والاجتماعية عن الشرائع السماوية، فإن العلمانيين المتواجدين بين المسلمين لديهم أساليب مختلفة لعلمنة المجتمعات الإسلامية في سياق أعمالهم.
ومن تكتيكاتهم الخطيرة إشغال المسلمين بأمور شخصية صغيرة أو قضايا عميقة تتعلق الفقه الشخصي وإشغال المسلمين بعضهم بالبعض وتأجيج الخلافات بينهم وفقاً لهذه القضايا الفقهية بين المسلمين والجهلة إذ يجعلونهم يتجاهلون القضايا الحكومية والاجتماعية الأساسية والأولويات التي يحتاجها المجتمع.
يرسم بعض منفذو هذه الخطة مثل إبراهيم شاشو وغيره، أهدافاً دون أن يدلوا بأي تفاصيل عنها بحيث لا يمكن لأحد أن يعترض عليها. يقول هؤلاء على سبيل المثال: نحن نريد دعوة الناس إلى الإسلام لأن المجتمع مصاب بالكفر والشرك منذ سنوات طويلة وهدفنا هو توحيد المجتمع.
فلا توجد إستراتيجية إسلامية قائمة على المنهج التوحيدي للنبي صلى الله عليه وسلم مثلما كان في المدينة .
حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة حيث لم يصل كل الرجال المستعدين للقتال من المؤمنين والمنافقين إلى ألف رجل في غزوة أحد، بل جعل صلى الله عليه وسلم أبواب الجهاد مفتوحة حتى مكّن الله المسلمين من فتح مكة ثم الأراضي الأخرى.
لقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم شعباً مؤمناً بعضهم من اليهود وبعضهم من المشركين. فكتب عهداً في المدينة ولكنه صلى الله عليه وسلم ذلك لم يدعو الجميع إلى تعلم الفقه ولم يغلق أبواب الجهاد .
عندما تسأل جنود قسم الحرب النفسية والدعاية الذين يخدمون المرتزقة المفتي وشيوخ المدارس والجامعات وخطباء المساجد وأصحاب الأقلام إلى جانب عدد من العملاء الذين يخدعون الرأي العام لكي يطفوا على السطح ويرددون شعارات عن الميل إلى العلوم الفقهية وتجاهل الأولويات الجهادية، لماذا لم يقدموا شيءاً حتى اليوم ولم يحرزوا أي تقدم في مجال الدعوة ولِمَ لم يحققوا أهداف الشريعة الإسلامية؟ فيقولون لك: السبب في ذلك هو انتشار الجهل في المجتمع. يجب أن نتعلم العلوم جيداً ثم نفكر في أسلمة المجتمع.
إنهم يجهلون علم الجهاد والتوحيد لدرجة أنهم لا يعرفون بعد أن المسائل الفقهية وجبت على النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين شيئا فشيئاً، بينما كانت أبواب الجهاد مفتوحة وكانت معالجة أولويات الشريعة في تحكيم الشريعة وتحرير الأراضي من حكم الكفار من الأولويات. بينما ليس تحرير دار الكفر اليوم ليس المحور الرئيسي، بل يجب تحرير الأراضي الإسلامية بما فيها سوريا التي احتلها هؤلاء الكفار ويجب أن يهتم المؤمنون بدفع الصائل كفرض عين بدلاً من تحرير سوريا وفلسطين وغيرها من الأراضي الإسلامية والكفار المحتلين الأجانب.
يجب على هذه الجماعة الضارة أن تعلم أن العلم يفيد عندما نحتاج إليه إذا دعا إليه المكان واحتاج إليه المجتمع. إذن ما هي الفائدة التي يمكن جنيها من القضايا الفقهية العميقة وجرّ المؤمنين إلى القضايا الفقهية في مجتمع احتله الكفار المحتلون الأجانب ولم تتم إقامة الحكومة الإسلامية ولم تطبق فيه شريعة الله حيث يتكاتف الكفار فيه ضد أهل الدعوة والجهاد؟
دعنا نضرب مثالاً بعبارات بسيطة. نفترض أن سيارتنا (الحكومة السورية الجديدة) تعطلت ولا يمكن لها نقلنا إلى وجهتنا. فهل نحتاج نحن إلى من يصلح السيارة أم إننا بحاجة إلى طبيب لإصلاح السيارة؟
أيها المجاهد المهاجر والأنصاري السوري الذي ترى المحتلين يحتلون سوريا وترى معاناة أهلنا في غزة وتجد علماء السوء مسحورين بالمبررات غير الدينية لدرجة أنك أصبحت متفرجاً، تأمل ملياً كم أمهلنا الله لكي نتعلم العلوم التي لسنا نحتاج إليها وهل تعرف كم سنة يجب أن تقضيها لكي تتعلم كل هذه العلوم ؟ هل سألت نفسك يوماً لماذا لا نجد أي تطوراً في المجتمعات الإسلامية مع أن هناك عددأ كبيرأ من الطلاب المتخرجين في المدارس الدينية في العالم الإسلامي والذين يتم تخريجهم بموافقة الطواغيت وإنفاقهم؟
وذلك لأن العلمانية العالمية بقيادة الولايات المتحدة وعملائها مثل الجولاني تشغلنا بعلوم ليست تهمّ مجتمعنا ونحن لا نحتاج اليوم إلى قضاء الكثير من الوقت عليها.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)