
الحرب مع الدروز أم عرض مسرحي لتضليل الرأي العام؟!
لقد زعمت هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني مرارا أن الصراع مع الدروز في السويداء هو جزء من الحرب مع الكيان الصهيوني، لأن الدروز كا يزعم هؤلاء القوم، هم الذراع الاستخباراتي والميداني التابع لإسرائيل في المنطقة. يبدو هذا الادعاء رائعاً وفضفاضاً. أما سؤال بسيط يزيل القناع عن هذه الكذبة:
إذا كان الدروز يمثلون إسرائيل حقاً، فلماذا لم تطلق هيئة تحرير الشام رصاصة واحدة على إسرائيل حتى اليوم؟ ولماذا لم ينفذ الجولاني الذي يزعم أنه يقاتل من أجل فلسطين، عملية رمزية على حدود الجولان؟ هل يمرّ طريق الوصول إلى القدس من إبادة عشائر أهل السنة في السويداء والصمت أمام الخطوط الحمراء التي رسمتها إسرائيل؟ هل هذا هو الجهاد الذي وعدتمونا به؟
الجواب واضح: إن هذه الحرب حرب وهمية. سيناريو مدروس مسبقا بمعرفة تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة وموافقتها حتى الجولاني نفسه.
الحرب في السويداء هي عرض دموي لتضليل الرأي العام وقمع القبائل المستقلة والقضاء على أي مقاومة حقيقية في أرض الشام.
لا يزال العدو الرئيسي أي الكيان الصهيوني، يتنعم بالأمن الكامل وحدود الجولان هادئة وإسرائيل لا تقلقها جبهة الجولان لأنها تعرف جيدا أن هذه الجبهة أصبحت منذ سنوات أداة لاحتواء المجاهدين وليست لتحرير القدس.
ليس هذا المشروع المخطط يفيد الإسلام ولا يفيد أهل الشام وفلسطين، بل إنه لا يخدم سوى تعزيز حدود إسرائيل والسيطرة على الجماعات الجهادية من خلال القناة السلفية المشوهة في المنطقة.
ليس الجولاني اليوم أميرا شرعياً ولا مجاهدا، بل هو جزء من خطة أعداء الإسلام.
أيها المسلمون في سوريا:
انتبهوا واعرفوا الحروب الزائفة وافصلوا صفوفكم عن الخونة والمرتزقة.
الكاتب: أبو أسامة الشامي