
ممر الشيطان: خطر يهدد المنطقة وتركيا عبر الأزمة السورية (1)
لا تزال الظروف في سوريا معقدة وتنذر بالانفجار في الشق الأوسط.
تشكل المخططات الصهيونية التي تشير إلى إمكانية تشكيل ما يسمى بممر داود مصدراً للقلق للبالغ لدى تركيا التي لا تعتبر هذا المشروع تهديداً لوحدة الأراضي السورية فحسب، بل تراه أيضاً تهديداً مباشراً لأمنها الوطني
.
يكشف النظر إلى الأحداث الجارية عن الخطط الاستراتيجية الإسرائيلية ومؤيديها، فضلا عن عواقبها المحتملة على المنطقة. إذا راجعنا مناقشات الخبراء وتصريحات الساسة الأتراك.
ماذا يعني ممر داود؟
يشير مصطلح ممر داود أو ممر الشيطان كما يطلق عليه في تركيا، إلى طريق افتراضي يربط المناطق التي تسيطر عليها وحدات YPG الشيوعية الكردية وهي فرع لحزب العمال الكردستاني الذي يعتبر منظمة شيوعية غادرة ومرتزقة بالمناطق الخاضعة للنفوذ الإسرائيلي، لا سيما عبر منطقتي السويداء ودرعا في جنوب سوريا.
سوف يسمح إنشاء الممر لإسرائيل بأن تصبح جارة لتركيا بشكل غير المباشر وهو ما تعتبره أنقرة تهديداً استراتيجياً.
إذا انضم حزب العمال الكردستاني بوحدات حماية الشعب من خلال هذا الممر، كما ذكرنا من قبل، سوف تسنح الفرصة لإسرائيل لكي تعزز نفوذها في المنطقة باستخدام الجماعات الشيوعية الكردية والقوات الدرزية التي تعمل بدعم من تل أبيب.
يصف زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي هذه الخطة بشكل مباشر بأنها شيطانية ويشير إلى أنها تستهدف زعزعة استقرار سوريا وتهدد تركيا.
الأهمية الاستراتيجية للسويداء وهضبة الجولان:
إن أحد الأسباب الرئيسية التي تدعو إلى إجراء هذه اللعبة الجيوسياسية هو السيطرة على موارد المياه والطاقة في سوريا. توفر منطقة السويداء التي يحدث الصراع فيها، حوالي 40٪ من احتياجات سوريا من المياه عبر المستجمعات المائية.
يوفر سد الوحدة الذي أنشئ في هضبة الجولان واستولت عليه إسرائيل في ديسمبر 2024، 30٪ من احتياجات سوريا من المياه والكهرباء، فضلا عن نصف احتياجات إسرائيل نفسها للري.
وهناك قضية استراتيجية أخرى حيث يوفر سد تشرين الذي يسيطر عليه حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب 15 إلى 20٪ من احتياجات سوريا من المياه والطاقة.
إذن سوف تسيطر إسرائيل وحلفاؤها المتمثلون في حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الشيوعية الكردية في سوريا على حوالي 90٪ من موارد المياه والطاقة.
يهدد هذا المشروع وجود الحكومة السورية، إذ لا تتمكن الحكومة المركزية من تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب إذا لم تسطيع الوصول إلى هذه الموارد.
الدور التركي
تلعب تركيا دوراً رئيسياً في إدارة السيناريوهات المختلفة في سوريا بغض النظر عن الظروف الصعبة السائدة. تتوفر الكهرباء على مدار 24 ساعة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا كجزء من درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام وهي المناطق الوحيدة السورية التي تتوفر فيها الكهرباء على مدار 24 ساعة. أكدت أنقرة على التزامها بالحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومنع انقسامها
أظهرت تركيا كذلك ريادتها في التكنولوجيا من خلال تزويد سوريا بالكهرباء من خلال السفن العائمة الفريدة التي تعد الحافة الحادة لقطاع الصناعة التركية. تهدف هذه الجهود إلى التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في سوريا بسبب فقدان السيطرة على الموارد الرئيسية.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)