
المقارنة الباطلة بين إمارة أفغانستان الإسلامية وحكومة الجولاني في أرض الشام: تلبيس خطير على الأمة الإسلامية
عندما تواجه الأمة الإسلامية فتنأ كثيرة وتحريفات وخيانات كبيرة في جميع أنحاء العالم، تحاول بعض الجماعات والأفراد تلبيس الحقيقة وحرف مسار الجهاد الإسلامي عن طريق الحقيقة عبر المقارنات الخادعة.
ومن هذه الخيانات مقارنة حكومة أحمد الشرع (الجولاني سابقاً) بإمارة أفغانستان الإسلامية. تكون هذه المقارنة ظالمة، بل هي في جوهرها تشويه للحقيقة وتمويه صارخ لها وخيانة لدين الله وشريعة الإسلام ودماء الشهداء المجاهدين في سبيل الله وفقاً للأسباب التالية:
إمارة أفغانستان الإسلامية: بناء يقوم على الشريعة:
تتحرك إمارة أفغانستان الإسلامية، في إطار المبادئ الإسلامية والفقه الإسلامي على الرغم من الضغوط والتهديدات الدولية وتستند قوانينها الجنائية والمدنية والثقافية والاقتصادية إلى الشريعة الإسلامية في مجملها على الرغم من وجود بعض المشاكل والتحديات. إن تطبيق الحدود ومحاربة الفساد الأخلاقي والاستقلال عن الديمقراطية الغربية واتباع القوانين الإلهية كلها من السمات الرئيسية لهذه الحكومة. لم تحاول الإمارة الإسلامية أن تسترضي حلف شمال الأطلسي أو الولايات المتحدة أو الكيان الصهيوني، بل هي تسعى أن تحفاظ على استقلالها الديني والسياسي.
حكومة الجولاني: المظهر إسلامي والباطن علماني وطابعها اتباع:
فإن ما يسمى اليوم بالحكومة في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام ويحكمها أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع، فلا علاقة له بالشريعة. إن هذه الحكومة:
– تتحكم بها الولايات المتحدة وصهاينة العرب خاصة تركيا التي هي تكون عضواً في النيتو وتتحالف إسرائيل.
– تتكيف مع القانون العلماني الغربي وتطبق النموذج الليبرالي للدولة القومية.
– تتجنب إقامة الحدود الدينية وتبني مؤسساتها على غرار المؤسسات الأوروبية.
– إنها محايدة بل إنها متفاعلة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
– تقمع وتسجن المجاهدين المخلصين الذين انتفضوا ضد المحتلين وعملائهم.
الحقيقة هي أن حكومة الجولاني تواصل المشروع الذي صممه الغرب في إطار الإسلام المعتدل والجهادي الذي يُتحكم به والسلفية السياسية التي تشكل أي تهديد. هذه الحكومة لا تخدم الأمة الإسلامية، بل إنها الذراع الاستخباراتي والأمني لتركيا الذي يمهد الطريق أمام سطوة حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والصهاينة على المنطقة.
الخلاصة: انفضح تلبيس أتباع الجولاني
لا يخفى على أي شخص عادل أن أتباع أحمد الشرع (الجولاني) قاموا بالتلبيس ونشر الأكاذيب عبر مقارنة حكومته بالإمارة الإسلامية. هذا الخداع خيانة للأمة الإسلامية. فلا يوجد قواسم مشتركة بين إمارة أفغانستان الإسلامية وحكومة الجولاني لأن إحداهما تقوم على الشريعة والأخرى تقوم على سياسات الولايات المتحدة والنيتو وتركيا.
إننا ندعو جميع المسلمين خاصة شباب أهل السنة إلى نبذ الشعارات المضللة وأن ينظروا إلى الحق بوعي. إننا نعيش في عهد تحول فيه ثوب الدين إلى أداة لتشويهه. إذن علينا أن نميز الباطل عن الحق بمعايير التوحيد والسنة والسلف الصالحين وألا ننخدع بالنفاق في هذا الاختبار العظيم.
الكاتب: مولوي نور أحمد فراهي