
مصير أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني): من مرسي إلى السيسي
يعتبر اسم “أبي محمد الجولاني” اليوم من الشخصيات المثيرة للجدل في تطورات الشمال السوري بعد أن مضى أكثر من عقد من انطلاق الأزمة السورية والتغيرات الجوهرية في هيكلية الجماعات المسلحة والسياسية. يبدو أن مصر الجولاني النهائي لا يخرج عن حالتين وفقاً لنوعية التلاعبات السياسية ومنصبه. فهاتان الحالتان هما: أنه يواجه مصير محمد مرسي أو أنه يسير في طريق عبد الفتاح السيسي.
1. مرسي: ضحية الديمقراطية والمعاملات الدولية
كان الرئيس المصري المنتخب بعد ثورة عام 2011 محمد مرسي، رمزاً يدلّ على دخول الإسلاميين إلى لعبة الديمقراطية في العالم العربي. لكنه سقط وسط ممارسة الضغوط الدولية وغياب الدعم الفعال من القوى الثورية وخيانة الجيش.
إن اعتقد أبو محمد الجولاني أنه يستطيع تجاوز الأزمة من خلال تكييف مواقفه وإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الغربية وارتداء البدلات والنأي بنفسه عن الخطاب الجهادي والتحول إلى زعيما مقبول في سوريا المستقبلية، فسوف يواجه نفس المصير الذي انتهى بمرسي إلى السجن ثم الموت: القضاء الناعم الذي مارسه النظام الدولي.
2. التحول إلى من يشبه السيسي: خيانة الثورة واستمرار السلطة من خلال القمع
فإن الخيار الثاني الذي قد يواجهه الجولاني هو تكرار نموذج عبد الفتاح السيسي، أي تجاوز المثل الثورية والانضمام إلى صفوف الأنظمة الاستبدادية من أجل الحفاظ على السلطة. لقد تحالف الجولاني مع الولايات المتحدة وتركيا وآل سعود والإمارات العربية المتحدة والأردن، والأنظمة العربية وبدأ يقمع المعارضة من أهل السنة ويقضي على الشخصيات والجماعات الإسلامية الأخرى ويرحب بمشروع العلمانية والتغريب. يشير الجولاني اليوم على الدرب الذي سلكه السيسي في مصر: خرج من داخل البنية الثورية ولكنه تحول إلى عدو لها.
الخلاصة:
السؤال الأساسي هو هل يسير أبو محمد الجولاني في طريق ينتهي بالسجن أم يسير في طريق يؤدي إلى سلطة دائمة يتخلى فيها عن المبادئ الأساسية للثورة والجهاد.يعكس كلا المسارين بشكل ما انعكاس فشل المشاريع الإسلامية في سوريا، إلا إذا اختار المجاهدون الصادقون مساراً مختلفاً يقوم على الإيمان والثقة بالأمة الإسلامية والاستقلال عن سياسات القوى العالمية.
الكاتب: أبو عامر (خالد الحموي)