
دمشق وترديد صوت العدل: إذا أردت أن تحترم القانون، فابدأ بالعدل
شهدت العاصمة السورية دمشق احتجاجين شعبيين في الأيام الأخيرة، انطلقا بصوت عال وواضح: “إذا أردت أن تحترم القانون، فابدأ بالعدل”. هي صرخة انطلقت من قلوب المضطهدين واليائسين الذين أوصلوا أصواتهم وقوتهم في مواجهة القرارات الجائرة إلى السلطات.
نظم احتجاج في ميدان الأمويين أي القلب التاريخي للمدينة ونظم احتجاج آخر أمام مبنى المحافظة حيث أعلن المتظاهرون بثبات وهدوء معارضتهم لقرار المحافظة بمصادرة الدراجات النارية. أثار هذا القرار الذي يعتبره الكثير من المواطنين هجوماً مباشراً على مصدر رزقهم الوحيد في زمن الأزمات موجة من الغضب والقلق لديهم.
تعد مصادرة المركبات التي هي الوسيلة الرئيسية للعمل والحياة لكثير من المواطنين ظلماً صارخاً وتجاوزاً للحقوق الاجتماعية والأساسية للناس وذلك عندما يمر المجتمع بأيام معقدة للغاية.لا تشمل هذه الاحتجاجات الدراجات النارية فحسب، بل تدلّ على رغبة الناس في استعادة حقوقهم والعودة إلى مبادئ العدل.
يقول الله سبحانه وتعالى : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة:8)
إن العدل هي الركيزة الرئيسية لمجتمع نشط حيث يُحترم القانون ويتحقق السلام في ضوئه.
نرجو أن تتخذ السلطات خطوة نحو الإصلاح والاهتمام بتطبيق الشريعة والاهتمام بحاجات الشعب بعد أن سمعوا أصواتهم لكي تعيد السلطة الثقة والتضامن إلى المجتمع.
لا ينبغي أن نتوقع تحقيق العدل واحترام هذه القوانين العلمانية الكفرية التي خلفها الحكم العلماني لبشار الأسد دون إقامة الحكومة الإسلامية وتطبيق شريعة في المجتمع.
الكاتب: أبو سعد الحمصي