
تهجير جديد في دويلة السويداء: أزمة معقدة وتداعيات داخلية
ابتعدت السويداء ذات الأغلبية الدرزية إلى حد ما عن الاضطرابات الواسعة التي طالت سوريا بعد عام 2011 وذلك بسبب بنيتها القومية والدينية الفريدة التي تمتعت بها على مدى العقود الماضية.
يعكس اليوم ظهور الجماعات المسلحة في المنطقة والدور الذي يلعبه بعض القادة المحليين وتعاون الميليشيات التابعة للهجري مع القوات الصهيونية، الحالة المعقدة التي تسود جبهات الحرب في سوريا ويشير إلى محاولة استغلال المناخ القومي والديني في المنطقة بحيث أدت مصالح إسرائيل في جنوب سوريا إلى دعم مجموعات محلية ذات مصالح مشتركة حتى يتمكن الكيان الصهيوني من إنشاء منطقة يتحكم بها ويحكم سيطرته عليه للإشراف على الطرق الحيوية.
شهدت منطقة السويداء التي تقع في جنوب سوريا، يوم الجمعة 8 أغسطس 2025 أزمة جديدة وهي عبارة عن تهجير قسري لسكان المنطقة قامت به الميليشيات الدرزية التابعة للهجري التي تدعمها القوات الصهيونية.
لا يسبب التهجير القسري والنزوح الجماعي الذي يستهدف البدو من أهل السنة مشاكل طارئة في حياة النازحين فحسب، بل يزيد الانقسامات القومية والدينية ويسمح لمن يريد الشر بتأجيج الفوضى والخلاف.
تحمل الاضطرابات الداخلية والضغوط الخارجية تداعيات طويلة الأمد على أمن الجنوب السوري. يرتبط المساس بالتماسك الوطني والسيادة الوطنية السورية في المستقبل ارتباطاً وثيقاً بالاستقرار والأمن في بعض المناطق مثل السويداء والمناطق التي تسيطر عليها قسد. فمن المرجح أن تتحول السويداء إلى مسرح للصراعات الطائفية والحروب بالوكالة إن استمرت الظروف السائدة.
يكمن الحل الرئيسي للأزمة في إقامة الحكومة الإسلامية وتطبيق الشريعة وفتح أبواب الجهاد أمام المجاهدين وعرقلة الدعم الأجنبي والضغط السياسي والدبلوماسي الذي تمارسه الدول التي تدعم لهذه الميليشيات وإن ساهم تعزيز المفاوضات المحلية وإنشاء قنوات للحوار تجمع بين القادة الدروز والجماعات الأخرى في تخفيف التوترات.
يمكن تطبيق مشاريع إعادة الإعمار ودعم اللاجئين البدو في السويداء وضمان أمن النازحين وعودتهم بعد أن توفر الحكومة الإسلامية الأمن عبر مشاريع إعادة الإعمار والمساعدات الاقتصادية.
يتضح من خلال الأحداث الجارية في السويداء أن السبب في الفوضى ونزوح البدو ووحشية الدروز التابعين للهجري وغطرسة الصهاينة المحتلين في سوريا هو الجولاني وعصابته الحكومية التي تعتبر هي العقبة الرئيسية أمام ضمان الأمن والازدهار في سوريا.
الكاتب: أبو أسامة الشامي