
نظرة إلى رجل عالم ومجاهد مضطهد
يؤلم خبر اختطاف الأخ العزيز الشيخ المجاهد أبي عبد الرحمن الزبير الغزي يؤلم قلب كل حر شريف. إنه هو الرجل الذي لم يعش لنفسه، بل أنفق حياته من أجل الدين والشعب والمثل العليا. إنه شخصية اشتهرت في العلوم ونشر الدعوة والجهاد في أرض الشام ولم ير أحد منه سوى الصدق والإخلاص والخدمة.
يقول الله سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (الرعد: ۲۲)
دعم الشيخ منذ الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى الفلسطينيين المضطهدين خاصة أهل غزة وأوصل صوتهم إلى العالم من خلال جهوده الدؤوبة. اعتقلته قوات الأمن التابعة للجولاني دون توجيه أي تهمة ودون أي تبرير عندما كان يخرج الشيخ لكي يكسب لقمة عيش لعائلته.
واللافت للنظر أن العصابة التي يقوده الجولاني واعتقلت الشیخ الغزي تحالفت مع الولايات المتحدة لمحاربة الجماعات والأشخاص الذين تعتبرهم الولايات المتحدة إرهابيين کما تصنف الولایات المتحدة وجماعة الجولاني المجاهدين الفلسطينيين وكل من يساعدهم ضمن قائمة المطلوبين وتسميهم بالإرهابيين.
إننا نحن ندعو في البداية المؤمنين المستقلين ثم السلطات في الحكومة السورية الذين كانوا يرددون كلمات الشيخ الغزي يوماً ما ثم ندعو الذين يؤمنون بالقضية الفلسطينية وثوابت الجهاد، إلى أن يستمعوا إلى صوت الحقيقة وينتهجوا طريقاً ينتهي إلى تحرير المظلومين لأن الإفراج عن الشيخ الزبير والشيخ أبي شعيب المصري وغيرهما من الشيوخ المعتقلين ما يطالب به المؤمنون وخطوة لكي يرضى الله. يقول الله سبحانه وتعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ( النحل:۹۰)
يؤدي الظلم بأي شكل وأي مستوى إلى غضب الله والعدل سلم ينتهي إلى رحمته . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (مسلم2578)
ينبغي ألا يصمت الأحرار والمؤمنون وأهل الدعوة والجهاد في سوريا أمام القمع الصارخ الذي تمارسه جماعة الجولاني ولعل شيخنا يعود إلى أهله ومضمار الخدمة في وقت قريب.
الكاتب: أبو عمر الأردني