
رسالة إلى القيادة الخاضعة والجبانة في سوريا
تحترق غزة اليوم تحت أقدام المحتلين وتنهار البيوت ويتضرج الأطفال بدمائهم ويقتل المواطنين الأبرياء ولكن الحكاية لن تنتهي هنا!
فلنتذكر أن فلسطين كانت أرضاً عامرة يوماً ما. اعترف بدولة صهيونية محتلة في عام 1948 عبر خطة دبرتها بريطانيا ودعمتها الولايات المتحدة والدول الغربية. غادر أكثر 700 ألف فلسطيني بيوتهم في العام نفسه ورحلوا وتمت تسوية قراهم بالأرض. شهدت هذه الأرض مجازر كثيرة مثل مجزرة دير ياسين وكفرقاسم وعشرات من المجازر الأخرى التي سوف تبقى عاراً على وجه الكفار العلمانيين في العالم وفي المنطقة.
احتلت إسرائيل في عام 1967 في حرب استمرت لمدة 6 أيام القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة وسيناء وهضبة الجولان السورية. حاولت كثير من الحكومات العربية آنذاك تطبيع العلاقات بدل أن تقاوم الاحتلال. ولكن ماذا كانت النتيجة؟ تزايدت غطرسة العدو وتقلصت الحدود الفلسطينية.
يتكرر اليوم نفس السيناريو. تحاصر النيران غزة ويخنق صمت رهيب العالم الإسلامي ماعدا الشيعة والشافعيين. سزف يأتي دور السعودية والسودان والأدرن والدول الإسلاميةالأخرى غداً. أصبت التاريخ أن ما يطمح إليه العدو لا حد له كما أدى احتلال قرية في عام 1948 إلى احتلال فلسطين كلها. فسوف نحترق كلنا غداً إن لم يتم احتواء النيران التي تحرق غزة اليوم.
أيها الجولاني! أنت الذي وعدتنا يوماً أنك سوف تحرر القدس بعد أن يتم تحرير دمشق. إلى متى تريد الاختفاء وراء الكلمات التافهة والبيانات الميتة؟ إلى متى تريد أن تستنكر وتحذر كما يفعل المهرج أردوغان وصهاينة العرب وأنت لا تحرك ساكناً لنصرة شعبك الذي يعاني من الاحتلال الصهيوني المباشر وأهل غزة الأبرياء؟ هل ماتت الغيرة العربية في ضميرك التي تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها يوماً ما؟
تحترق اليوم غزة تحت النار والقصف وتنهار البيوت وتتضرج النساء والأطفال بدمائهم ولكن تجلس على طاولة المفاوضات التي تجري خلف الأبواب المغلقة كما يفعل صهاينة العرب الآخرون وتوجه كلماتك الجبانة والمحسوبة إلى وساةل الإعلام. ألا ترى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يستهدف غزة فحسب بل يريد أن يضرب الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة كلها؟ حان دورك اليوم ويأتي دور الآخرين غداً وأنت مهدت الطريق أمام اعتداء المعتدين عندما سكت ولم تفعل شيئاً.
كن شجاعاً وبطلاً لمرة واحدة فحسب! واثبت أمام إسرائيل بصوت صارخ وعمل حاسم. اقطع العلاقات مع كيان الاحتلال إن ما أردت أن ترسل جنود إلى الساحة. لا تزود أعداء الإسلام بالنفط وثروات الشعب واستخدم قوتك بكسر الحصار الذي فرض على غزة أو افتح الحدود أمام المجاهدين المؤمنين.
اعلموا أن التاريخ لن ينسى خيانتكم وجبنكم وسوف يذكركم أبناء الأمة غداً كحاكم جبان حمى المحتلين والمجرمين بدل أن يقف في صفوف المجاهدين والمظلومين في يوم الاختبار الكبير.
أيها الجولاني! أين غيرتك وعزتك؟ لن ينصرك أحد غداً إن لم تقاتل اليوم الصهاينة المحتلين وعملاءهم مثل قسد وعصابة الهجري ولم تنصر غزة.
سوف يجلب سكوت اليوم دموع الغد ولن تشفى دموع الغد أي جرح.
کاتب:عزالدین القسام (حمد الدین الإدلبي)