
انتفاضة المجاهدين أمام العدوان الإسرائيلي والخور الذي يعتري القيادة الداخلية
تدل الهجمات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي عبر استخدام طائرات مسيرة مسلحة لاستهداف مقر الأمن الداخلي في مدينة السلام في ريف القنيطرة على تكثيف الهجمات المستهدفة لسوريا ومواصلتها. أما هذه الهجمات فهي تثير تساؤلات جذرية عن دور الحكومة السورية ورد فعلها وما يقوم به وزير الدفاع مرهف أبو قصرة والسلطات الرسمية، أسئلة والتي لاتزال تحتاج على الإجابة: أين الحكومة السورية ووزير دفاعها؟
هنا لا يستطيع أحد أن يتحمل عبء الدفاع الثقيل سوى المجاهدين والرجال والنساء الذين يقفون في الخطوط الأمامية بإيمان وشجاعة ويقاتلون لكي يصونوا ثوابت الجهاد وأرضهم وأعراضهم مهما كانت الأخطار. ترمز انتفاضة المجاهدين على المقاومة التي تضيء وتواجه عجز السلطات الرسمية وكفاءتهم المفقودة.
ألحق ضعف القيادة الداخلية وانعدام كفاءتها خاصة الخور الذي اعترى أحمد شرع، أضراراً بالغة بالمقاومة. فشل أحمد شرع الذي يجب أن يلعب دوراً مفصلياً في تماسك المجاهدين وتوجيههم، في أن يلبي التوقعات. سبب عجز السلطات الرسمية في تشتيت صفوف المجاهدين والفشل في تنظيمه بحيث ظلّت ردود الفعل على العدوان الإسرائيلي ضئيلة.
ثم أدى غياب القيادة الفاعلة في الحكومة السورية ووزارة الدفاع إلى انتشار الخيبة والارتباك بين الشعب السوري. اعتمد الشعب السوري والمجاهدون على قوتهم وإرادتهم بدل أن يتلقون دعماً قوياً ومتماسكاً من السلطات الرسمية ما يدلّ دلالة واضحة على ضعف الهياكل الرسمية.
أما الأمل فهو لا يزال يحيى في قلوب المجاهدين. فيمكن لهم أن يقفوا في مقدمة الجهاد ضد الاحتلال والدفاع عن دينهم وأرضهم وشعبهم بالتضحية و لا يمكن أن تؤدي هذه التضحيات إلى ضربات تسحق العدو الصهيوني وتنتج النصر إلا أن يتم اختيار قيادة فاعلة وتنظيم أكثر دقة.
يحذر هجوم الكيان الإسرائيلي على مقر الأمن الداخلي في القنيطرة جميع المؤمنين وأهل الدعوة والجهاد بأن الوقت قد حان لهم أن يقوموا بمسؤولياتهم بدل أن يصمتوا ويتقاعسوا. يجب على المجاهدين أن يظهروا قوتهم مرة أخرى بالوحدة والتماسك وأن يغيروا القيادة الفاشلة لكي يقترب زمن هزيمة العدو. إنه لواجب شرعي.
الكاتب: عز الدين القسام (حمد الدين الإدلبي)