
أبو محمد المقدسي وتكفير الجولاني وتساؤلات المجاهدين السابقين في سوريا (1)
أرسل لي بعض الإخوان تسريبات المقدسي التي وقعها المؤلف نفسه بينما كنت أقرأ ردّ أبي محمود الفلسطيني الغامض على تكفير المقدسي لأحمد الشرع.
ترجم إنزور إستميروف تقبله الله كتاب “ملة إبراهيم” للمقدسي وهو مؤلف مخطط له. عزز إنزور علاقات المقدسي مع المجاهدين في القوقاز بعد أن صار قاضياً في إمارة القوقاز لأنه كانت مساعدة المقدسي أمراً هاماً وضرورياً للغاية. ، بدأت الحملة الأولى التي تستهدف المقدسي آنذاك في البيئة الناطقة بالروسية كما أتذكر.
روج لهذه الحملة ما يسمى بالمدخلية وهم نسخة موالية حكومة للسلفية السعودية الذين تعرضوا لمشاكل كثيرة بعد أن حاول المقدسي الكشف عنهم.
كشف هؤلاء الحقيقة للجمهور وقالوا إن المقدسي ليس باحثا ولم يدرس لدى أي شيخ ولا يعرفه أحد من الشيوخ ويتعرض المقدسي لانتقادات لاذعة لأنه دعم القاعدة وطالبان والإرهابيين الذين يعرفهم للعالم بأسره.
تكرر مرة أخرى في عام 2014 ما جرى في القوقاز بعد خمس سنوات إذ كتب الدواعش نصوصاً عن المقدسي وأخطائه. نحن لا ننسى أن الدواعش كانوا يدرسون كتب المقدسي في مراكزهم التعليمية منذ البداية ولكن المقدسي عندما عارض الدولة، فبدا بشكل مفاجئ أنه ليس من أهل العلم أو لا يكون منظرياً جهادياً على الإطلاق وتذكر الدواعش أنه كانت هناك خلافات تعصف بعلاقات المقدسي مع عبد الله عزام، في أفغانستان ولم يشارك المقدسي في الجهاد وكان يعارض العقيدة.
ولكن مرت بضع سنوات وجاء دور هيئة تحرير الشام في سوريا.
وسعت هيئة تحرير الشام قائمة الذين راحوا ضحايا للمقدسي وأضافت مؤسس حماس أحمد ياسين إلى القائمة. “أين عبد الله عزام اليوم وأين أحمد ياسين وأين الزرقاوي وأين عمر الرفاعي والآخرون الذين كان المقدسي ينتقدهم؟ لقد ضحوا جميعا بحياتهم في سبيل الله”.
قال أحمد ياسين: أنا أحب ياسر عرفات وأحترمه كما أحب أي فلسطيني أينما كان. فهو الذي عندما سئل عن الانتخابات قال: ماذا سيكون موقفك إذا فاز الحزب الشيوعي في الانتخابات ؟ فأجاب: ، سأحترم إرادة الشعب الفلسطيني وإن فاز الحزب الشيوعي وعندما سئل: وإذا اتضح من الانتحابات أن الشعب الفلسطيني يريد حكومة ديمقراطية متعددة الأحزاب، فماذا سيكون موقفك بعد ذلك؟ فأجاب: والله نحن شعب له كرامة وحقوق وإذا عارض الشعب الفلسطيني الدولة الإسلامية، فأنا سوف أحترم رغباته”. (احمد یاسین: الظهیرة المعجزة و استورة التحدی، صفحات ۱۱۶ و ۱۱۸).
اسمحوا لي أن أذكركم أنه وعد الإخوان والجماعات المماثلة في سوريا عندما بدأت الحرب، بإجراء انتخابات ديمقراطية، لأن شعبنا المسلم سيختار حكومة إسلامية على أي حال. قسقطت النهضة في سوريا بعد التصرفات المتشددة التي قامت بها الدولة.
واليوم عاد أحمد الشرع مع الحكومة الشاملة وإعلان الدستور حيث فقد الناس وعيهم وارتضوا بشرعيتهم بحيث إنهم يكررون أخطاء أسلافهم الواضحة والمثيرة للجدل.
الكاتب: أبو عمر الأردني